كراكيب الأسطح .. بين المناطق الشعبية والراقية 

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


ثقافة الكراكيب ثقافة متوغلة ومتأصلة في الكثير منا، وعادة ما نجد أسطح المنازل خاصة فى المناطق الشعبية مخزنا لكل ما هو قديم، سواء كان له فائدة أم لا، فمن لديه أثاث قديم يرفعه فوق السطوح، ومن لديه كراكيب أو كتب ليس بحاجة لها يرفعها على السطح، إلى أن يصبح السطح مأوى للحشرات والزواحف والفئران، وهناك من يضيف لهذا حظائر لتربية الطيور وأحيانا الأغنام.

 

عشش طيور
قامت «بوابة أخبار اليوم» بجولة على عدد من المناطق الشعبية لرصد حالة الأسطح بها، في البداية ذهبنا لمنطقة بولاق، فكانت الأسطح كلها تقريبا عبارة عن عشش، سواء بها طيور أو مخلفات وكراكيب، بالإضافة إلى تغطيتها تقريبا بأطباق الدش.

 

فأعلى إحدى البيوت والذي لاتزيد مساحته عن 80 متر، وارتفاعه ثلاثة طوابق، كان فوقه بجانب عشة بها عدد من الدجاج برج حمام، والذي كان منتشرا أعلى أغلب المبانى، ولم يهتم القائمين على هذا بمخاطر هذه الأمور على صحتهم وعلى حالة المبنى، وبعضها ممن يقع على الشوارع الرئيسية يعلوها اللوحات الإعلانية.

 

وفي منطقة باب الشعرية لم يختلف الأمر عن بولاق، وكان أغلب المنازل يعلوها العشش، وفي إحدى المنازل المكون من خمسة طوابق كان الطابق الأخير عبارة عن سور محيط بأطراف المنزل، وفى نهايته غرفتين تستخدمهم ربة المنزل فى تربية البط والدجاج، وأحيانا تربية أضحية العيد.

 

فرن بلدي
فتقول أم إبراهيم صاحبة المنزل "الحاجة غالية، وأى حاجة فى البيت أنظف وأرخص، وبعدين أنا بنظف مكانهم دايما"، هذا كان بالإضافة إلى "فرن بلدى" تستخدمه كل فترة، وفوق كل هذه العشش والفرن كان يوجد كميات من مخلفات مثل أوراق وكارتون وبلاستيكات وألعاب أطفال قديمة أو مكسورة وغيرها الكثير من الأشياء التى لانفع منها، ولكن لايمكن أن تستغنى عنهم "يمكن يجي يوم وتنفع، مافيش حاجة ما بتنفعش".

 

مخزن الذكريات القديمة
ومثلهم كانت منطقة شبرا الخيمة التى لم يخلو بيت منها تقريبا إلا وعلى سطحه أكوام من مخلفات الزمن القديم، فهناك من يحتفظ ببقايا مواد البناء من أسمنت ورمال وزلط وسيراميك، وهناك من جعل منع مخزنا لذكرياته القديمة من شرائط فيديو وكاسيت لما قبل الثمانينات، وتلفزيون أبيض وأسود تجاوز عمره الخمسين عاما، والراديو الذى كان فى الجهاز من قبل 30 عاما، وأجهزة مخربة، والعاب أطفاله الذين كبرو، "يمكن ولادهم يحتاجوهم".

 

اقرأ أيضا: بإعادة التدوير وليس التخزين l «الكراكيب».. كلها فوائد

 

غرف الغسيل
أما المناطق الراقية ووسط البلد فإن أغلب مبانيها كانت مبنية وفق معايير وأسس معينة، أهمها أن السطح لا يضم سوى غرف الغسيل التى كان لكل شقة واحدة أو على الأقل واحدة أعلى المنزل، وغير مسموح بوضع أى كراكيب، ولكن بعضها اليوم يتم تأجيرها للسكن أو تركها للبواب لعدم استخدام هذه الغرف في الغسيل كما كان في الماضي.

 

تحدثنا إلى عدد من حارسي هذه العمائر، وأكدو أن أغلب  الأسطح لا تضم سوى أطباق الدش، والتى لا يتم تركيبها إلا بعد موافقة الشركة المالكة للعقار، ومنها ما يتم وضع إعلانات الطرقات أعلاها.

 

أطباق الدش فقط
"لا أحد من السكان يقوم بالصعود إلى السطوح ووضع أى شيء عليه مهما كان هذه الشيء" هذه ما أكده عم عبد الله حارس أحد العقارات في منطقة جاردن سيتي، منوها أن سطح البناية لا يوجد عليه سوى أطباق الدش الخاصة بالسكان، وغرف الغسيل فارغة، والتى يقوم البعض الآن بتأجيرها لزيادة الدخل بعد اختفاء هدفها الأساسي.

 

متابعا أنه حتى من يريد تركيب طبق دش لابد ان يتقدم بطلب للشركة مالكة العقار، للتأكد من عدم الإضرار بالمبنى، ولا أحد يمكنه التصليح أو التغيير فى شقته دون موافقة الحى.

 

سكن حارس العقار
وفي منطقة وسط البلد أشار السيد أمين حارس العقار أنه لايوجد غرف غسيل على السطح، كما هو فى أغلب العمائر، لأن مالك العقار وقت البناء أنشأ هذه الغرف ملحقة بكل شقة، والآن لسطح لا يوجد عليه سوى أطباق الدس الخاصة بسكان العمارة، ولا أحد يصعد للسطح نهائيا.

 

في حين قال الحاج أبراهيم حارس عقار أخر بوسط البلد أن السطح به غرف غسيل، ولكن لكونها لم يعد لها أستخدام، اعطاها له صاحب العقار ليسكن بها مع أسرته مقابل ايجار رمزي، منوها أن الغالبية العظمى من العقارات بالمنطقة تغلقها أو تؤجرها، والقليل يستخدمها مخزن لكراكيب أصحاب الشقق.

 

اقرأ أيضا: «توتا».. حوّلت منزلها لمعرض فني و«الكراكيب» تحف وديكورات