جنود مجهولة.. بطولات المتبرعين بأراضيهم لمشروعات «حياة كريمة»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

واحد من أضخم المشروعات المصرية، التي أطلقتها الحكومة على مدار العقود الماضية، لتصبح مبادرة «حياة كريمة» الرئة الجديدة التي سيتنفس منها أكثر من 53 مليون مواطن بإشارة من الرئيس عبدالفتاح السيسي لتنقل المصريين لحياة أفضل يتوافر بها كافة الخدمات الصحية والتعليمة والاجتماعية.

 

ومنذ أن تم انطلاق المشروع القومي عملت وزارة التنمية المحلية على توفير الأراضي اللازمة من أجل إقامة مشروعات الخدمية لأهالي الريف المصري، وبحسب إحصائية رسمية من الوزارة فإنه تم توفير 100% من الأراضي لتنفيذ مشروعات حياة كريمة بالمحافظات، و16٪ من الأراضي التي تم توفيرها جاءت من مساهمة شعبية.

 

ولإنجاح مبادرة «حياة كريمة» انشقت الأرض عن مجموعة من الجنود المجهولة من المواطنين الذين التفوا حول جهات الدولة من أجل تغيير حياة قراهم للأفضل فجميع طبقات الشعب بالمحافظات قامت بالتبرع بأراضيهم من أجل تنفيذ المشروعات بدون أي مقابل.

"بوابة أخبار اليوم" حاورت المواطنين الذين تبرعوا بأراضيهم دون أي مقابل لإقامة المشروعات لمعرفة أسباب ودوافع التي جعلتهم يتبرعون بأراضيهم على الرغم أن البعض لا يملك سوها ولكنه لم يبخل على الدولة بها.

 

- مدرسة ومحطة صرف في بني سويف


البداية كانت من محافظة بني سويف؛ حيث قال ياسين خميس ياسين «47 عامًا» من قرية عزبة منصور بمركز بيبا، إنه يعمل في تربية الدواجن وقام بالتبرع بقطعة الأرض التي يمتلكها من مبادرة «حياة كريمة»، مؤكدا أنه من المقرر أن يتم إنشاء مدرسة للتعليم الأساسي عليها.

 

وأشار إلى أنه ولد فقط بالقرية، ولكنه يعيش في مدينة بني سويف وليس له أولاد أو أقارب يعيشون بالقرية، وتبرع من أجل خدمة الأهالي، موضحًا أنه تبرع بتلك الأرض لخدمة أهالي قرية عزبة المنصور والقرى المجاورة لها «عزبة منصور، وعوض عريان وعزبة غنيم» لا يوجد بها مدرسة لتعليم التلاميذ.

 

ولفت خميس إلى أن أبناء القرية لكي يذهبوا لأقرب مدرسة يقطعون العديد من الكيلومترات ويستقلون معدية تعمل بالحبال حتى يستطيعوا عبور البر الثاني ثم يمرون على شريط السكك الحديد والذي يكون بدون مزلقان أو إشارة بما يعرض حياة الطلاب لخطر شديد.


وأشار إلى أنه بمجرد علمه بالمبادرة الرئاسية «حياة كريمة» سارع لتبرع بالأرض التي يملكها، مضيفا أنه ذهب للوحدة المحلية لمركز قروي بطنسا في بني مالو وانتهى من كافة الإجراءات من أجل التبرع بقطعة الأرض.

 

وأضاف أنه قام بتسجيل عقد بينها وبين المحافظة يشترط بتحديد موعد لبناء المدرسة لخدمة أبناء القرية، مؤكدا أنه تم تحديد عامين فقط لبناء المدرسة إلى تم وضع الأساس وتخطيط لمبانى بالكامل.

 

وأردف أن أهالي القرية قد قاموا أيضا بالتبرع بقطة مساحتها 450 متر من أجل بناء محطة صرف صحي لخدمة القرية والقرى المجاورة، مؤكدا أن أهالي القرية يتابعون بصفة يومية المشروعات التي تجرى ويتم تنفيذها.

 

ومن قرية عزبة منصور إلى قرية نزلة الزاية؛ حيث قال أحمد يوسف مشرف ويعمل مشرف زراعي إنه تبرع بقطعة الأرض التي يملكها ومساحتها 525 لإقامة محطة رفع مياه الصرف الصحي لخدمة أهالي القرية، مشيرا إلى أنه لم يملك سوى تلك الأرض الذي اشتراها بعد فترة كبيرة من عملها.

 

ونوه إلى أنه لديه 6 أولاد منهم من يزال في المراحل التعليمية، ولكنه فضل أن يخدم أهالي القرية، وأن يختار المصلحة العامة عن المصلحة الخاصة، مضيفا أنه بمجرد علمه بأن المحافظة تحتاج لقطعة أرض لإقامة المشروع سارع من أجل أن يتبرع بالأرض.

 

وأكد أنه عند التبرع بالأرض قام بعمل عقد مع المحافظة أنه في حالة عدم إنشاء المشروع سترجع له الأرض التي تبرع بها مرة أخرى، مشددا أنه على ثقة بالقيادة السياسية بأن جميع مشروعات حياة كريمة سيتم إنشاءه لخدمة الأهالي.

 

وعن سبب تبرعه بقطعة الأرض التي يملكها فقط، أكد أن الدولة تعمل بكل جهدها لتوفيرحياة كريمة للمواطنين ويجب أن يقف الشعب خلف القيادة السياسية، وأن يختار المصلحة العامة عن الخاصة من أجل خدمة أهله مؤكدا أن المشروعات التي ستتم ستخدم أولاده وأحفاده في المستقبل.

 

ولم يختلف الأمر كثيرا في مجلس "قروي هلية"  المستشار عصام الدين أحمد حيدر 47 عاما أكد أنه قام بالتبرع بقطعة أرض، وأنه ولد وعاش بتلك القرية وشاهد معاناتها في نقص الخدمات وبمجرد أن علم بمبادرة «حياة كريمة» قام على الفور بالتبرع من أجل إنشاء محطة رفع للصرف الصحي ووحدة صحية لخدمة الأهالي، مشيرا إلى أن المشروعات بدأت في الإنشاء ووضع الأساس الخاص بها.

 

وعن تبرعه بالأرض أكد أن الدولة تبذل مجهودا كبيرا من أجل توفير كافة الخدمات للمواطنين، قائلا: "علينا أن نقف خلف جهات الدولة لتوفير حياة كريمة لأهالينا"، مشيرا إلى أن يتابع تنفيذ مشروعات حياة كريمة بالقرية باستمرار.

 

اقرأ أيضا: محافظ البحيرة: متابعة 24 مشروعًا خدميًا ضمن «حياة كريمة»| صور

 

- فرحة «النمسا» 


ومن تنفيذ مشروعات «حياة كريمة» فى بني سويف إلى محافظة الأقصر؛ حيث قال برسي أحمد عمران مصطفى (55 عاما) عمدة قرية الكلابية إنه تبرع بقطعة أرض مساحتها 500 متر لإقامة محطة الصرف الصحي لخدمة أهالي القرية إنه كان بالقاهرة وعلم بأن المحافظة تريد إقامة مشروع صرف الصحي لخدمة أهالي القرية، ولكن يوجد مشكلة بأن ليس هناك أرض متوفرة لإقامة المشروع.

 

وأردف أنه على الفور أبلغ أبنائه بالإنتهاء من إجراءات التبرع بقطعة الأرض لصالح المحافظة، مشيرا إلى أنه اعتبر ذلك التبرع خير لرحمة أهالي القرية.

 

وأشار إلى أن إقامة محطة صرف الصحي ستخدم جميع المواطنين بالقرية، خاصة في منطقة نجح العلوي للجبل، مؤكدا أن تلك المنطقة تعاني من مشكلة الصرف الصحي؛ حيث توجد مياه الصرف على بعد متر واحد تحت سطح المنازل الأمر الذي يؤدي إلى تصدع جدران المنازل، مناشدا الجميع بالوقوف في صفوف خلف الدولة من أجل إتمام مشروعات حياة كريمة.

 

ومن قرية الكلابية إلى قرية النمسا التي عانت من مشكلة الصرف الصحي على مدار عمرها لتأتي مبادرة حياة كريمة كطوق نجاة لأهالي تلك القرية ولكن تأتي مشكلة توفير قطعة الأرض لإقامة المشروع ليظهر الحج خليفة محمد 71 عاما وكان يعمل غفير نظام ويتبرع بقطعة أرض مساحتها 900 متر لإقامة المشروع.

 

اقرأ أيضا: محافظ أسيوط يوجه بمتابعة تنفيذ المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»

 

وأكد  الحج خليفة محمد أن قطعة الأرض هي التي يملكها فقط بجانب منزله التي يعيش بها هو وأسرته، ولكن بمجرد أن علم أن المشروع  سيتوقف بسبب عدم وجود أرض تبرع على الفور ولم يفكر سوى بأهالي القرية الذين عانوا سنوات عمرهم من مشكلة الصرف الصحي.

 

«أهل قريتي أولى بالأرض»، بهذه الكلمات بدأ الحج حجاج  71 عاما من قرية النمسا أيضا والذي تبرع بقيراط ونصف للمحافظة من أجل إقامة بير لمشروع الصرف الصحي المقرر أن يتم، مؤكدا أنه فور علمه بأن مشروع الصرف الصحي الذي سينفذ في القرية سيوقف بسبب عدم توفير قطعة أرض لإقامة بير خاص بالمحطة سارع للتبرع بقطعة الأرض التي يمكلها من أجل استكمال المشروع وخدمة الأهالي.

 

وأردف أن الكثير من المعارف اعترضوا على التبرع بالأرض التي يملكها، مؤكدا أن رده كان « الخير كتير ولازم اتبرع» والمصلحة العامة أهم من الخاصة. 

 

- مدرسة ولوحة كهرباء بسوهاج


ومن محافظة الأقصر لقرية سوهاج، حيث قال أحمد أحمد أبو كريشة إنه تبرع بقطعة أرض على مساحة اثني عشر قيراط تخدم الناحيه الغربية لقرية أولاد علي لإنشاء مدرسة تعليم أساسي.

 

وأشار أبو كريشة  إلى أنه قام بالتبرع بقطعة أرض أخرى على مساحة 600 متر لإقامة لوحه توزيع كهرباء عرابه أبوكريشة بالدويرات هندسه كهرباء المنشاه قطاع كهرباء سوهاج.

 

وأشار إلى أنه نشأ في أسرة قامت بالتبرع للدولة في الماضي من أجل إنشاء مشروعات لخدمة أهالي البلد، حيث تبرع جده عام 1962 بقطعة أرض مساحته ٩ تسعه قراريط لإنشاء وحدة صحية تخدم القرية والقري المجاورة وقام عمه عام ١٩٧٨ عند زيارة فضيلة شيخ الأزهر الأسبق لسوهاج بالتبرع لإنشاء معهد أزهري يخدم المنطقة .

 

وتنفرد «بوابة أخبار اليوم » بإحصائية الأراضي التي تم التبرع بها بالمحافظات، حيث أن إجمالي التبرعات، 800 قطعة ، مقسمة كالآتى: البحيرة 235 قطعة، سوهاج 115 قطعة، المنيا  77 قطعة، أسيوط 52 قطعة، الشرقية 48  قطعة، كفر الشيخ 34 قطعة، بني سويف 32 قطعة، الغربية 24 قطعة، دمياط 19 قطعة، قنا 14 قطعة، المنوفية 11 قطعة، الدقهلية 10 قطع.

 

اقرأ أيضا: محافظ أسوان يتابع معدلات تنفيذ مشروعات حياة كريمة بقرية الكاجوج بكوم أمبو