حكايات| ميدان المجذوب.. بوابة أسيوط القديمة 

بوابة أسيوط القديمة
بوابة أسيوط القديمة

ميدان سيدي المجذوب هو أقدم الميادين الأثرية التي لا تزال شاهده على التاريخ في محافظة أسيوط هو مدخل وبوابة المدينة القديمة والتي تعرف غرب البلد.

هنا كانت مياه الفيضان قبل السد العالي تغمر مدينة أسيوط حتى قنطرة المجذوب وهي أخر منطقة تصل إليها المياه وتبدأ من بعدها مدينة أسيوط القديمة والتي تشمل مناطق القيسارية، وميدان المجاهدين، وسوق الغلال والعلوه. 

ويعد ميدان سيدي المجذوب سوقا دولية حيث كان منطقة انتظار وراحة المسافرين على طريق درب الأربعين والذي كان يحط المسافرين بالجمال رحالهم للراحة من ثلاثة إلى سبعة أيام للبيع والتجارة والشراء، وتستقر الجمال القادمة من السودان ودول أفريقيا للانتظار والراحة، امام باحة المسجد المعروفة حالياً بميدان سيدي المجذوب. 

حملت المنطقة بالكامل اسم سيدي محمد المجذوب ساكن المسجد والذي به مقامه، ولايوجد ما يثبت تاريخ إنشاء الجامع، أو بانيه أو صاحبه، ولكن هناك سجلات وقائع محكمة أسيوط الشرعية، التي ورد فيها حجة مؤرخة في ربيع الأول عام 1104 هجرية، الذي يوافق 1695 ميلادية، وتشير هذه الحجة إلى بيع منزل لوقف محمد المجذوب.

اقرأ أيضا| حكايات| الأزهرية فاطمة.. حفظت القرآن كاملًا وكتبته بخط يدها

وبالمسجد، قبة ضريحية ما زال زوارها يأتون من كل مكان، فهي أولى ملحقاته، ويدخلها المريدون عبر مدخل بالجدار الغربي، وهي عبارة عن غرفة مربعة الشكل طولها حوالي أربعة أمتار ونصف، ولها بابان متقابلان بالجدار الغربي والشرقي، ونافذتان مستطيلتان بالجدار الشمالي والجنوبي، ويوجد بها قبر محمد المجذوب، تعلوه تركيبة خشبية خالية من الزخارف.

وكان المسجد قديماً يحوي سبيلاً ملاصق لقبته، ويعلوه كُتاب لتعليم الأطفال، ولكنه الغي مع بعض التجديدات كما يقع مزار دفن الشيخ محمد المجذوب خلف الجدار الغربي، ومر المسجد بتجديدات متعددة، وتوجد لوحة مستطيلة بالجدار الشمالي للجامع مصنوعة من الرخام، عليها نص مكتوب بخط النسخ بالحفر البارز، ويشير لقيام عثمان غالب باشا، مدير أسيوط بتجديد الجامع، وقد بدأت تجديداته عام 1298هجرية، وانتهت 1300هجرية، ولا توجد إشارة لنوعية هذه التجديدات.

قناطر المجذوب 

على يمين المسجد تقع قنطرة المجذوب أو أقدم قناطر توصيل المياه لافريقيا، والتي اوحت لمحمد علي حاكم مصر في القرن التاسع عشر بقناطر أسوان القديمة ومن بعده لقناطر وحفر الترعة الإبراهيمية والتي حفرها الخديوي إسماعيل، وتعرف قنطرة المجذوب بتجديدها في عهد المماليك وقد يكون بنائها راجع إلي مصر الفرعونية وتم تجديدها في العصر المملوكي.
والقنطرة مكونة من جسم داخلي من الطوب الأحمر مغلف من الخارج بالحجر الجيري المنحوت، وتتكون من ثلاثة عقود دائرية أكبرها أوسطها ويبلغ اتساعه 4 أمتار و ارتفاعه 4 أمتار.

وتقوم العقود على دعائم ساندة زخرفت الواجهة بنحت بارز لحيوان خرافي ربطت في رقبته سلسلة من طرفها بشجرة شرو والحيوان يشبه جسم القط والوجه يشبه وجه طائر، ثم نجد حيوانيين متدابرين يتوسطها دائرة ثم حيوان خرافي في رجله يلية رجل وبيده اليسرى عصا تشبه عصا البولو، والدروة إرتفاعها 1.20م من أرض الميدان وهي من الطوب الأحمر المغلف بالحجر.

وتكشف اللوحة التأسيسية للقنطرة جزءا من تاريخها، ونص اللوحة كالآتي: "عزيز مصر أدام الله رفعته حل الصعيد فحلاه وزاد سنا.. أوصى أمير اللواء البيك الذي كسا قناطر العارف المجذوب ثوب بنا .. قواعد وآداب أشكال مهندسيها يسهو لرافعها في البيت حين بنا.