أكيجارهارا.. غابة الانتحار اليابانية ولغز اختفاء البشر

أكيجارهارا.. غابة الانتحار اليابانية
أكيجارهارا.. غابة الانتحار اليابانية

في غالبية أفلام الرعب تجد أن السبيل الوحيد لإضفاء مزيد من الخوف والرعب على الحبكة الدرامية هو ارتباط المنزل والذي غالبا ما يكون مهجورا أو له علاقة بحوادث قتل سابقة مجهولة بالنسبة للسكان الجدد بوجود غابة غامضة ومظلمة تحيط به.

 

ومن هذه الغابة تبدأ الأحداث، سواء بخروج الأرواح المقتولة أو القوى الغامضة التي تريد الانتقام من بين أشجار الغابة أو في أقصى مراتب الغموض ووسط هدوء الطبيعة وحفيف الأشجار ومع صوت نفس البطل الذي يشعر بالأمان للحظة تجد فجأة ما كنت تهرب منه وسط الأشجار.

 

ولكن هل فكرت ولو لمرة أن هذه الأفلام تنقل الواقع وليست مجرد خيال؟.. إذا كانت إجابتك أنها مجرد خيال كاتب ولا يوجد في الحياة مثل هذه الأفلام فإليك المفاجأة فـ«غابة الرعب» التي باتت حقيقة واقعية وليست مجرد أوهام وتمتلك تاريخا طويلا من حوادث الاختفاء والانتحار غير المبررة فدخولك إليها قد يكون الأخير وخروجك منها قد يكون مستحيلا.

 

 

غابة أوكيجارهارا تلك الغابة الواقعة في اليابان، وتحديدا على بعد 12 ميلا من جبل فوجي المقدس والذي أدى ثوران بركانه عام 864 إلى تكوينها؛ حيث تحولت حممه البركانية بعد أن استردت الطبيعة عافيتها إلى أشجار ونباتات مكونة غابة تمتلك من المناظر الطبيعية الخلابة ما يخطف القلوب والعقول ولكنها بدلا من أن تكون مقصد سياحي طبيعي تحولت إلى أكثر أماكن العالم غموضا ورعبا لتحصل على لقب «غابة الانتحار» وعن جدارة.

 

 فكل ركن من أركان الغابة احتضن حادثة انتحار أو قتل أو اختفاء غامض حتى دون العثور على الجثة فتسببت هذه الغابة في اختفاء 150 شخص في عام 1950 ليتم العثور بعدها في إحدى فترات البحث على 36 جثة فقط منهم.

 

اقرأ أيضًا| احذر الأيدي الباردة.. مؤشر على الإصابة بمرض خطير 

 

وليست هذه الحادثة هي الأولى في الغابة فتاريخها مليء بحوادث الإختفاء غير المبررة حتى جثثهم تختفي في ظروف غامضة وفي حالة إذا جازفت واقتحمت عالم «غابة الموت» تجد مع كل خطوة سير بواقي عظام لجثة متحللة فشل العثور عليها نتيجة كثافة الأشجار.

 

 

كما يمكن أن تجد في مشهد غريب شرائط من القماش مربوطة وملفوفة بين الأشجار ومع تتبع نهايته تجد جثة منتحرة شنقا باستخدامه وفي حالة تراجعت عن رأيك في الانتحار يمكنك استخدام هذه الشرائط أيضا للنجاة فهي بوابتك للخروج من الغابة الملعونة وذلك من خلال تتبعها للوصول إلى بدايتها ومن ثم الخروج من الغابة.

 

ولتكون غابة للانتحار بامتياز تكررت هذه الحوادث حتى انتشرت سمعة هذه الغابة الموبوءة وآمن السكان المحليون أن أرواح ضحايا الغابة يغادرون أجسامهم لإغواء البشر لزيارة الغابة لكي يموتوا هم أيضا فيها بدورهم ولكن أعاد آخرون السبب في لغز هذه الغابة إلى  طبيعة تكوينها من البركان؛ حيث اعتقد اليابانيون لقرون طويلة أن جبل فوجي هو بوابة السماء وإله النار الذي هبط إلى الأرض وشق بقوته ممرات عميقة لها قوة خارقة حتى وصل إلى الغابة ليترك فيها هذه القوة الخارقة ذات التأثير السحري الذي يمنع أي إنسان من الاقتراب من الغابة.

 

وما بين الإيمان بالأرواح المنتقمة والقوى الخارقة المقدسة ولدت الاساطير والتي رأت أن الغابة تحتضن قوة شريرة خارقة للطبيعة تواجدت بفعل ممارسات اليابانيين عبر الزمان ومن أشهرها ممارسات القرن الـ 19 حينما كانت كل أسرة يابانية تجلب كبار السن منها وتتركهم داخل الغابة حتى يموتوا بكرامة وسط الطبيعة الساحرة.