أسطورة شجرة «الدم».. دليل أقدم جريمة قتل في التاريخ | صور

أسطورة شجرة «الدم»
أسطورة شجرة «الدم»

على بعد 400 كيلومتر جنوب البر الرئيسي في المحيط الهندي، وبالتحديد في بحر العرب بالقرب من السواحل اليمينة، ستجد 4 جزر منعزلة لا يتعدى سكانها 50 ألف نسمة بمجرد رؤيتك لها ستظن أنها حياة قاحلة جزء من كوكب مهجور مليء بالصخور والأشجار يسيطر عليها لون التراب والصحراء فلا يوجد رمال وشواطئ خلابة كجزر المالديف، ولكن مع الاقتراب منها سترى ما لا يمكن أن تجده في أي جزيرة أخرى.

 

فجزيرة سقطرى اليمنية هي كنز حقيقي في مجال التنوع البيولوجي؛ حيث تضم مجموعة نادرة من الحياة النباتية والحيوانية فهي الجزيرة الوحيدة في العالم التي لم تختفي فيها أية زواحف أو طيور أو نباتات خلال الـ 100 عام الماضية.

 

وعلى الرغم أنها تواجه انخفاضا ملحوظا في الأشجار بسبب التغيرات المناخية والرعي الجائر إلا أنها ما زالت تمتلك أنواع نادرة من الأشجار يصل عددها إلى 900 نوع منهم من هم أصاحب الشهرة والتاريخ الطويل ومن بين هذه الأشجار شجرة «دم الأخوين».

 

 

«دم الأخوين» أو «دم التنين» أو «دم العنقاء» وأخيرا «عرحيب».. جميعها أسماء لنفس الشجرة النادرة صاحبة العدد الأكبر من الأساطير والشكل الغريب فمنذ اللحظة الأولى تظن أنها ضمن إحدى القصص الخيالية أو جزء من فيلم خيال علمي أو على اقل التقدير إحدى أشجار السحر لهاري بوتر فهل تتخيل وجود شجرة تفرز الدم من عروقها بمجرد أنك أحدثت شقوق في ساقها ليسيل منها مادة لزجة حمراء اللون تشبه إلى حد كبير الدم المتخثر ولكنك لا تحتاج إلى التخيل فهي حقيقة واقعة في جزيرة الكنوز اليمينة سقطرى.

 

وبحسب موقع CNN، تتميز هذه الشجرة بشكلها الفريد حيث تشبه المظلة الكبيرة المقلوبة حيث تنمو أوراقها على أطراف الأغصان فقط لأعلى كما انها تنمو عن طريق التفرع الثنائي أي إن كل فرع ينقسم إلى فرعين آخرين لذلك تعد من الأشجار غزيرة الفروع كما ينتج عنها الكثير من الأوراق الخضراء والتي تتجدد كل 3 أو 4 سنوات حيث تسقط الأوراق وينمو مكانها أوراق أخرى يبلغ ارتفاعها من 6 إلى 9 أمتار وتنمو في الأرض الصخرية والأماكن المرتفعة.

 

اقرأ أيضًا| «الليمور» أشباح مدغشقر.. تخوض «معارك» من أجل الزواج

 

وبسبب طبيعة هذه الشجرة الفريدة تمكنت من الحصول على لقب صاحبة عدد الأساطير الأكبر والتي ارتبطت كل اسطورة باسم لها بداية من اسم «دم الأخوين»، والذي نسجت حكايته حول أقدم وأول جريمة قتل عرفها التاريخ قصة قابيل وهابيل.

 

 

فحسب إحدى الأساطير اليمنية فإن قابيل وهابيل هما أول من سكن في جزيرة سقطرى وعندما قتل قابيل أخاه هابيل سال الدم ونبتت شجرة منه وتعود تسمية " دم التنين" إلى أسطورة تقول أنها نمت من دم متخثر سال من تنين وفيل أثناء صراعهما حتى الموت.

 

أما تسمية «دم العنقاء» فيعود إلى صراع بين شخص وتنين دام طويلا على الجزيرة وبعد موت التنين سال دمه لتنبت هذه الشجرة ولكن سكان الجزيرة يطلقون عليها «عرحيب» لتكون الشجرة صاحبة الشهرة الأكبر على الجزيرة لذلك اقترن اسم الشجرة باسم الجزيرة لشهرتها وأهميتها منذ أقدم العصور حيث يتم استخدام ما يسيل منها تلك المادة اللزجة الحمراء والذي يطلق عليها لقب الصبغ الأحمر بعد أن يجف في العديد من المجالات.

 

 

أهم هذه المجالات هو المجال الطبي حيث كان يعتمد عليها قديما كعلاج للجروح والحروق والتقرحات ووقف النزيف بسبب احتوائها على مادة فعالة يطلق عليها "دراكو" تساهم في انقباض الانسجة بشكل أسرع كما يتم الاعتماد عليها في العديد من الصناعات مثل الصبغ والبخور وتلوين الفخار وحبر الطباعة وتلوين الرخام.

 

وعلى الرغم من مدى أهميتها وندرتها إلا أنها تواجه شبح الانقراض الناتج عن العديد من التحديات البيئية مثل الارتفاع في درجة حرارة والرعي غير المنظم والرياح الشديدة مما يزيد من التهديدات التي تتعرض لها نظرا لأنها تستغرق ما يقرب من نصف قرن لتصبح قادرة على التكاثر.