بعد عامٍ من حرب تيجراي.. تحالفات تتطيح بآبي أحمد من حكم إثيوبيا

أبي احمد
أبي احمد

في الرابع من نوفمبر من العام الماضي، بدأت طبول الحرب تدق في أرض إثيوبيا وتدور رحاها في إقليم تيجراي، بعد أن قُرعت أجراسها مع الإعلان عن تأجيل الانتخابات التشريعية في البلاد.

ولأن النار تشتعل من مستصغر الشرر، كان وقع تأجيل الانتخابات، التي عُقدت لاحقًا في شهر يونيو الماضي، أقوى بكثير من صوت طلقات النيران، فاشتغلت نار الغضب لدى قطاعٍ من شعب تيجراي، وهو ما أفضى إلى صراعٍ عسكريٍ أشبه بالحرب بين القوات الحكومية، التي يتزعمها رئيس الوزراء آبي احمد وجبهة تحرير تيجراي.

وبدأت القوات الإثيوبية بالتحالف مع الجيش الإريتري في شن حملة عسكرية دموية على إقليم تيجراي في الرابع من نوفمبر 2020، تلك الحملة التي تسببت في أوضاع إنسانية صعبة في الإقليم.

ويقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن أكثر من 5 ملايين شخص، ما يعادل 91% من سكان تيجراى يحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة.

جبهة تحرير تيجراي

وعلى مدار عام كامل من الصراع، كانت جبهة تحرير تيجراي هي الحلقة الثابتة في النزاع مع قوات الحكومة الفيدرالية، وسط كر وفر متلاحقٍ بين الطرفين، لتصبح الطرف الأصعب الذي لا يقبل الهزيمة.

وتمكنت جبهة تحرير تيجراي في 29 يونيو الماضي من السيطرة على عاصمة الإقليم ميكيلي، مما اضطر حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد إلى إعلان وقف إطلاق النار من جانبٍ واحدٍ آنذاك.

كما أسرت قوات تيجراي نحو 7 آلاف جندي إثيوبي، وقامت بعرضهم مصطفين لإبراز النصر المعنوي المحقق آنذاك على قوات آبي أحمد.

جبهة تحرير الأورومو

وظلت جبهة تحرير تيجراي وحدها تقاتل الحكومة الفيدرالية إلى حدود شهر أغسطس الماضي، حينما أعلن كومسا ديريبا، زعيم جيش تحرير أورومو، تحالف قواته مع قوات تحرير إقليم تيجراي ضد حكومة قوات آبي أحمد.

وقال كومسا ديريبا حينها: "الحل الوحيد الآن هو الإطاحة بهذه الحكومة عسكريا، والتحدث باللغة التي يريدون التحدث بها".

وتابع في تصريحاته: "اتفقنا على التعاون ضد عدو واحد، خاصة ما يتعلق بالتعاون العسكري. التعاون جار. نتبادل المعلومات المتعلقة بساحة المعركة، ونقاتل بالتوازي".

ومن هنا، بات جيش تحرير الأورومو يقاتل جنبًا إلى جنبٍ مع جبهة تحرير تيجراي ضد القوات الحكومية والمتحالفين معها.

ويشكل الأورومو أكثر من ثلث سكان إثيوبيا حيث تمثل حوالي 34.4% من سكان إثيوبيا وتليها عرقية الأمهرا بنسبة تقارب 27%.

ومع زحف جبهة تحرير تيجراي نحو العاصمة أديس أبابا وإعلان الحكومة الإثيوبية فرض حالة الطوارئ لمواجهة الأوضاع الراهنة، خرج جيش تحرير أورومو، ليقول إن الاستيلاء على العاصمة أديس أبابا "مسألة أشهر إن لم يكن أسابيع".

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن جيش تحرير أورومو تأكيده بأن مقاتليه دخلوا إلى عدة مدن في جنوب كومبولشا بينها كيميسي على بعد 320 كيلومترا من العاصمة الإثيوبية.

وأوضح المتحدث باسم جيش أورومو، أودا طربي، قائلًا إنه "إذا استمرت الأمور على الوتيرة الحالية فسيكون دخول العاصمة وقتها مسألة أشهر إن لم يكن أسابيع".

وأشار أودا طربي إلى أن سقوط رئيس الوزراء آبي أحمد بات أمرًا "محسومًا"، حسب قوله.

ومع حلول عام على بدء الصراع، بات جيش تحرير الأورومو يشكل جبهةً مع قوات تيجراي للوقوف في وجه القوات الحكومية، في صراعٍ في طريقه ليفضي إلى حربٍ أهليةٍ غير مأمون عواقبها.