حكايات | «الكنغر» يملك 5 أرجل.. ركلته تنهي حياة إنسان بالغ

 «الكنغر» يملك 5 أرجل.. ركلته تنهي حياة إنسان بالغ
«الكنغر» يملك 5 أرجل.. ركلته تنهي حياة إنسان بالغ

واحد من أشهر حيوانات «الجرابيات» المشهورة على مستوى العالم، فمبجرد سماع اسم «الكنغر» يسافر عقلك بك إلى أستراليا، للربط بهذا الحيوان الطويل الذي قد يصل إلى 2.5 متر.

 

وللكنغر عدة أنواع ويمتلك كيسًا بطنيًا يحمل فيه صغاره، ويتكاثر جنسيًا، ويمكنه العيش لقرابة 20 سنة، وقد اشتهر بأنه يقفز على أرجله الخلفية دون أن يمشي، وتستطيع الإناث تأجيل الولادة حتى تصبح مستعدة لوضع جنينها.

 

ومن بين مميزاته قوة ركلته الكافية لقتل إنسان بالغ كما تستطيع مخالبه الخلفية الحادة لانتزاع أحشاء الحيوانات الصغيرة منها بهذه الضربة، ويستخدم الكنغر ذيله القوي جدا كقدم خامسة في الارتكاز عندما يسدد ضرباته لأحد خصومه.

 

ويتراوح وزنه ما بين 18- 90 كيلو جرامًا؛ ويعد الكنغر الرمادي الشرقي أثقل وأضخم الجرابيات في العالم، بينما الكنغر الأحمر هو أكبرها نظرًا لأنه قد يصل وزنه نحو 90 كيلوجراما، كما أن طوله يُقارب 1.8 متر. 

 

اقرأ أيضًا| «إنسان الغاب».. أذكى الحيوانات يبكي ويضحك كالبشر

 

والقفز وسيلة أساسية لدى الكنغر للتنقل والذهاب من مكان لآخر، كما يمكن لذكر الكنغر أن يقفز إلى أطوال وأبعاد كبيرة تصل إلى 9 أمتار وبارتفاع يصل إلى 3 أمتار، وقد تصل سرعة الكنغر إلى ما يقارب 64 كيلو مترًا في الساعة الواحدة. 

 

 

يمتلك الكنغر معدة حجرة تشبه المعدة التي تمتلكها الأبقار وذلك لتساعدها في عملية الهضم، كما أن أسنانه حادّة وقوية ويمتلك قواطع قادرة على تقطيع الأعشاب والشجيرات القريبة من الأرض، لها أضراس مُصممة لطحن الغذاء وتتساقط باستمرار بسبب التلف الذي ينتج من نظامها الغذائي إلا أنها سرعان ما تنمو من جديد وتظهر لها أسنان حديثة.

 

وتعيش الكناغر معًا في مجموعات كبيرة تسمى الغوغاء، وتتراوح أعداد المجموعات بين الأعداد الصغيرة وإلى ما يصل لأكثر من 100 حيوان، ويُصنّف من الحيوانات الاجتماعيّة، وتتشارك معًا في لمس الأنف واستنشاقه أحيانًا لبناء وزيادة التماسك داخل المجموعة.

 

تصنف الكناغر على أنها من الحيوانات العاشبة؛ فهي تتغذى على كميات كبيرة ومجموعة متنوعة وواسعة من النباتات، ويُشبه الكنغر الكبير في طريقة تناوله للطعام الغزلان والماشية؛ إذ تَستخدم أيديها لسحب الأغصان للأسفل وذلك لتتمكن من الوصول إلى الأوراق.

 

 

كما أن معدتها الحجرة تعمل تمامًا كمعدة الحيوانات المجترة، مثل: الماعز والأغنام؛ إذ أنها بعد أن تتناول الطعام وتبتلعه تجتره من حجرة الطعام، ثم تمضغه من جديد وتبتلعه لإتمام عملية الهضم النهائي، وتعد معظم حيوانات الكنغر من حيوانات الرعي التي تعتمد على الحشائش وتقطعها بأسنانها أثناء تجوالها في غابات السافانا الأسترالية.

 

ورغم رعي الكنغر لجميع الحشائش التي يراها في طريقه، إلا أنه لا يأكل سوى الأشياء المفيدة له، مثل: الأوراق والزهور، والسراخس والحشرات والطحالب، ويُقدّم الأشخاص الذين يعتنون بحيوان الكنغر في حديقة حيوان سان دييغو للكنغر الكريات العاشبة، وحفنة من البسكويت عالي الألياف، إضافةً للخضار كوجبات يوميّة.

 

ولكونه من الجرابيات فإن الكنغر يمتلك كيسًا عند بطنه يربي فيه أطفاله، ويعيش المولود في هذا الكيس ويتغذى على الحليب الذي يشربه من الغدد الثديية، ورغم أنه لا يلد سوى صغير واحد سنويا، إلا أنه قادر على الاحتفاظ بأجنّة إضافية في حالة سُبات تُسمى انقطاع الجنين الجنيني، وتبقى هذه الأجنة كذلك حتى يكبر الصغير الأول ويترك الكيس ويخرج منه. 

 

وللكنغر 4 حلمات تُرضع منها طفلها، وتوفر كل حلمة منها حليبًا يختلف باختلاف المرحلة التي يمر بها الجنين، ويصدر صوت الهمسة أو التذمر عندما يخاف أو يجزع، بينما الإناث تُصدر أصواتًا كالنفر عندما ترغب بالتواصل مع أبنائها.

 

في حين أن الذكر يصدر صوت كالضحكة المكتومة عندما يرغب بالتزاوج، ويكون الكنغر في أوج نشاطه بين فترة الغسق والفجر، ففي هذا الوقت يبحث عن طعامه المفضل ويبدأ بتناوله، كما يعد من الحيوانات التي تحتاج للماء بشدة حتى تبقى على قيد الحياة وتبحث عنها في الأرجاء، وعندما تيأس من إيجاد الماء وتبحث كثيرًا ولا تجده فإنها تحفر ثقوبًا في الأرض تصل لعمق متر واحد تبحث فيها عن الماء وكأنها تحفر بئرًا.

 

 

كما يتعرض الكنغر للافتراس من عدد قليل من الحيوانات المفترسة الطبيعية، مثل: حيوان الدنغو، النسر ذو الذيل الوتد، نمو تسمانيا التي انقرضت، وأخيرًا البشر الذين يُهددون أعداد هذه الحيوانات، وأحيانًا تتناول الكلاب البريّة والثعالب صغار الكنغر.

 

وتعتبر المستوطنة الأوروبية مكانًا مثاليًّا لهذه الكناغر نظرًا لأنها تحتوي على مصادر مياه دائمة، مثل: التجاويف والسدود، كما أنها تحتوي على أعشاب المراعي بكثرة، وعدم وجود نمور التسمانيا التي انقرضت، وإبادة الدنغو، وانتشار المناظر الطبيعيّة بكثرة.

 

تبدأ حياة الكنغر من التكاثر الجنسي؛ إذ تحمل أنثى الكنغر وتلد بعد مرور شهر واحد فقط ممّا يجعل فترة حملها تصنف بالقصيرة، حيث يتزاوج مع أنثى الكنغر الخصبة، وتتطور هذه البويضة التي يخصبها الذكر لتصبح جنين كنغر في بطن أمه، إلا أن هذا الجنين لا يغرس نفسه في المشيمة ليتغذى طوال فترة الحمل، بل يخرج الجنين بعد شهر إلى كيس الأم الذي يُوجد على بطنها، كما أنه يتغذى داخل الكيس بعد شهر.

 

ويعيش الكنغر في المتوسط 6 سنوات في البرية، إلا أنه قد يعيش إلى ما يُقارب 20 سنة في الأسر المحمية، ومعظم حيوانات الكنغر لا تصل لمرحلة البلوغ أو النضج نظرًا لتعرّض صغار الكنغر والأجنّة للافتراس من قِبل العديد من الحيوانات. 

 

 

يستطيع الكنغر العيش والبقاء على قيد الحياة في الكثير من الموائل المختلفة والمنوعة، وهذا ما سمح له بأنْ يزداد بأعداده ليصل إلى هذا الكم الهائل من الكناغر، وتعيش هذه الحيوانات في بيئات مختلفة؛ إذ يُمكن إيجادها في الغابات المُشجّرة، وفي السافانا، في الأراضي العشبيّة، الصحاري، والسهول العشبيّة.

 

واستفاد البشر على مر السنين وطوال تاريخ أستراليا من الكنغر نظرًا لأعداده؛ فهو مورد هام جدًا للسكان الأصليين، فقد كانوا يستخدمون لحم الكنغر وجلده وأوتاره وعظامه في كثير من المجالات، كما استفاد حيوان الكنغر من التغييرات الكبيرة التي حدثت مع استقرار الأوروبيين في أستراليا، نظرًا لتوفر أراضي الرعي للماشية، والذي تعتبره الكناغر غطاء نباتي هام تتغذى عليه، كما قلت أعداد الدانغو حينذاك، وفي الوقت ذاته تسببت الزيادة الكبيرة في أعدادها إلى الحوادث المرورية والتصادمات تمامًا كالتي حصلت مع الغزلان ذات الذيول البيضاء.

 

ويصاب الكنغر بحالة من الذهول عندما يسمع صوت المحرك، أو يرى أضواء المصابيح الأمامية للسيارات، مما يجعله يقفز أمامها، وهذا ما يُسبب اصطدام السيارات به مما يؤدي لقتلها أو إصابتها، إضافة لإلحاق الأضرار البالغة بالمركبات.