حكايات| ابن مؤلف «حسن ونعيمة».. رسام يعرض لوحاته على «القهوة» وفي الشارع

محرم فؤاد وسعاد حسني- صورة أرشيفية
محرم فؤاد وسعاد حسني- صورة أرشيفية

 
على طاولة صغيرة مغطاة باللوحات المبعثرة أخذ يرسم لوحات ألوانها تجذب العيون من شدة وضوحها، لا يبالي بمن راح أو جاء لكن تظل لوحاته خاطفة للعين وكأنها صورة ملتقطة لا مرسومة فالوجوه التي يرسمها داخل اللوحة تكاد تنطق ويساندها في ذلك الأمر تلك الأشجار بأوراقها المتمايلة.

اللوحة تأخذك من مكانك لمكان وعالم آخر وفجأة انقطع هذا الانسجام بصوت رجل موجها حديثه للرسام «ها خلصت اللوحة ولا لسه؟»، فرد بكلمات عربية تداخل معها كلمات أخرى إنجليزية، ثم أخذ يبحث فى كيس بلاستيكي عن الألوان التي يكمل بها لوحته ويخلطها بألوان أخرى والعرق يتصبب على جبينه ويجففه بيديه.

كانت الكلمات السابقة عن الرسام أحمد شوقي لكن المفاجأة أنه ابن شوقي عبد الحكيم مؤلف فيلمي «حسن ونعيمة» و«شفيقة ومتولي»، وهو الرسام الذي عاش فترة في ألمانيا وجال وصال في أوروبا قبل العودة إلى مصر.


ربما لا تصدق أذناك اسم الرجل أو أن تصدق أنه ابن هذا المؤلف الكبير فالرجل الرسام يستغرق في الرسم محاولا إكمال اللوحة، وجهه به بشاشة وطيبة وثيابه بسيطة جدا ومظهره ينبىء وكأنه شخص عادى جدا وليس فنانا.

وعلى الأرض وضع كيسه الممتلىء بالألوان الخاصة بالرسم وألوان زيت على ألوان شمع، وبدا واضحا أنها ألوان يستخدمها الفنانين التشكليين.

تحدث أحمد شوقي لبوابة أخبار اليوم، قائلا: «أنا رسام أحب الفن التجريدي والرسم بكل أشكاله والرسم بالنسبة لي مثل الماء والهواء لا أستطيع التنفس دون.. حتى لو ما حدش اشترى منى لوحة.. أرسم لوحات من وحي خيالي.. ممكن أرسم بورتريه وعملت لوحات كتير لما كنت مسافر ألمانيا ودول أوروبية وبعدين قررت وفكرت أرجع مصر أحسن.. حاليًا أرسم وأبيع لوحاتي من خلال أصدقائي أو المعجبين في الشارع».

اقرأ أيضا| حكايات| طائفة الأميش.. بشر يرفضون التكنولوجيا ونساؤهم محرومات من العبادات

ويحكي: «والدي هو شوقي عبد الحكيم كاتب مسرحي وروائي وباحث في التراث الشعبي وكان مهتما بالفلاحين وحكاياتهم والمغنواتية لذلك كان يميل إلى الأدب الشعبي وعمل مؤلفات تمَ تحويلها إلى أعمال سينمائية شهيرة منها فيلم حسن ونعيمة، وكانت سعاد حسني لا تزال وجها جديدا ومحرم فؤاد وفيلم شفيقة ومتولي، وكتَبَ مسرحيتي: سعد اليتيم والعتمة، وأعمال كثيرة لا تزال موجودة ورغم غزارة إنتاجه لم يكن مهتما بالظهور وعاش معظم حياته في الظل وفضل العمل البحثي على الضجيج الإعلامي».

وعن تأثير والده في أعماله، يقول: «والدي كان يميل للأدب الشعبي والحكايات وكان لنشأته في محافظة الفيوم مثل الجو الريفى الجميل والطبيعة سر لوحاتي من بعض مؤلفات وكتابات والدي والسفر أيضا زود خبرتي وأعطاني حرية وإبداع  وثقافة الشعوب تتنقل من خلال الرسومات واللوحات التي تعبر عن كل بلد وأهلها».