آخر تقـاليع السوشيال ميديـا | زواج «البارت تايم» يثير الجدل.. والإفتاء: باطل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

دائما ما تكون هناك فوضى وظواهر غريبة على وسائل التواصل الاجتماعى، البعض له تأثير والبعض الآخر يمر مرور الكرام.. كان آخر هذه الدعوات أو الظواهر المشوهة هو زواج «البارت تايم» أو «نصف الوقت» و«سلفني جوزك»، وهو الزواج الذى يكون محدد الوقت، أو زواج لمدة معينة يتفق عليها الطرفان، و يعنى الزواج من امرأة ثانية، لكن بشرط، وهو عدم المبيت عندها، بحيث يأتى الزوج مدة قصيرة فى اليوم أو يوما فقط فى الأسبوع، باتفاق بين الطرفين؛ وهو الأمر الذى أثار جدلا واسعا فى الشارع المصرى ومواقع التواصل الاجتماعي، بين متعجبين ومعارضين لهذه الفكرة .

تفاعل كبير

زواج «البارت تايم» تعود فكرته إلى المحامى أحمد مهران، الذى قال عبر منشور على صفحته فى فيسبوك: «للقضاء على الطلاق والحد من انتشار الطلاق وارتفاع سن الزواج «مبادرة ثلاثية»، زواج البارت تايم، سلفنى جوزك، اتجوزها هى وصاحبتها المطلقة»؛ وأضاف «تغيير ثقافة المجتمع أصبح ضرورة ملحة لتسهيل الزواج والحد من المشاكل الزوجية».

وعلى الجانب الآخر تفاعل المصريون على منصات التواصل الاجتماعي بشكل كبير إذ اعتبر كثيرون أن هذا النوع من الزواج محرم شرعا؛ فعلق أحد المعارضين للفكرة: «هو من امتى كان الجواز بالساعة.. الموضوع مش ناقص تفكك أسرى»؛ وعلق آخر: «الفكرة تحرض على هدم القيم الأسرية وإشاعة الفاحشة وتسهيل الزنا»، وعبرت إحدى المعارضات: «فى حال تم تعميم زواج «البارت تايم» ستكون المرأة سلعة رخيصة ومهانة وكل يوم ستتزوج بارت تايم والرجال سيستغلون هذه الثغرة»، وعلقت أخرى: « مبادرة سيئة تحول الفتاة لدمية جنسية لإشباع الرغبات».

زعزعة القيم

ومن جهتها حذرت دار الإفتاء، من إطلاق أسماء جديدة على عقد الزواج لحب الظهور والشهرة وزعزعة القيم؛ وأضافت دار الإفتاء أنه لا ينبغى الانسياق وراء دعوات حداثة المصطلحات فى عقد الزواج التى ازدادت فى الآونة الأخيرة، والتى يَكْمُن فى طياتها حب الظهور والشهرة وزعزعة القيم، مما يُحْدِث البلبلة فى المجتمع، ويؤثِّر سَلْبًا على معنى استقرار وتماسك الأسرة التى حرص عليه ديننا الحنيف ورعته قوانين الدولة، وأكدت دار الإفتاء أن ما يقوم به بعض الناس من إطلاق أسماء جديدة على عقد الزواج واشتراطهم فيه التأقيت بزمنٍ معينٍ ونحو ذلك يؤدى إلى بطلان صحة هذا العقد، فالزواج الشرعى هو ما يكون القصد منه الدوام والاستمرار وعدم التأقيت بزمنٍ معينٍ، وإلَّا كان زواجًا مُحرَّمًا ولا يترتب عليه آثار الزواج الشرعية.

كائن غريزي

وفى هذا الصدد تؤكد د.هالة منصور أستاذ علم الاجتماع أن هذه الأفكار والمبادرات تأتى دائما من أناس لديهم فراغ وليس لديهم وعى، فتبدأ بدعوات تنافى المنطق الإنسانى والمفهوم الاجتماعى لثقافتنا وعاداتنا الموروثة، وأضافت أستاذ الاجتماع بأن هذه المبادرات تغير قيمنا المجتمعية فلا يوجد ما يسمى بالزواج المؤقت لأن الزواج عبارة عن رجل وامرأة يكونان كيانا يسمى بالأسرة وضعها الله لاستقرار الحياة الإنسانية؛ وطالبت منصور بزيادة الوعى والثقافة الدينية لدى المصريين فى شتى أمور حياتنا لتكون حائط صد لمثل هذه المبادرات الغريبة عن مجتمعنا؛ واختتمت أستاذ الاجتماع أن مثل هذه الأفكار غير المقبولة تحول الإنسان إلى كائن غريزى خارج الإطار الإنسانى.