حرائق الغابات.. جحيم التغير المناخي يحاصر حوض الأبيض المتوسط

أرشيفية
أرشيفية


على مدار الساعات القليلة الماضية شهدت مناطق متفرقة من العالم حرائق ضخمة بسبب التغيرات المناخية، بدأت مع تركيا وروسيا وأمريكا مرورا إلى تونس واليونان وصولا لصقلية وكأن الطبيعة تنفض من جديد رافضة ممارسات البشر التي أدت للتغيرات المناخية.

 

كان من أكثر المناطق تأثرا بارتفاع درجات الحرارة منطقة البحر المتوسط ووصفت الجرائد والصحف العالمية ارتفاع درجات الحرارة بالبحر الأبيض المتوسط بأن البحر المتوسط يحترق بسبب موجة شديدة الحرارة طويلة المدى التي لم تشهد أوروبا مثلها منذ ١٩٨٠.

 

وأوضح خبراء الأرصاد، أن الموجة الحارة بدأت منذ أواخر الشهر الماضي، حيث وصلت درجة الحرارة على اليونان إلى ٥٠ درجة وقبرص إلى ٤٧ درجة التي أدت إلى اندلاع الحرائق في الغابات. 

 

لكن كيف يصف خبراء البيئة والأرصاد التغيرات المناخية في منطقة البحر المتوسط وشمال أفريقيا وأوربا هذا العام ؟ هل من الممكن أن تشهد مصر حرائق نتيجة ارتفاع درجات الحرارة؟

 

اقرا أيضا| 

تحولها لصحراوية قاحلة.. التغيرات المناخية «آفة» الأراضي الزراعية

3 مدارات مناخية
علق الدكتور مجدي علام، مستشار برنامج المناخ العالميGEF، وأمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، أن منطقة البحر المتوسط وشمال أفريقيا جزء من خطوط العرض التي تمتد من منتصف المتوسط إلى الساحل الأفريقي على البحر المتوسط ثم وصولا لخط الاستواء ومابعده وبالتالي تمر بـ ٣ مدارات مناخية وكلها متأثرة بالتغيرات المناخية من حيث كم وموعد الأمطار ومن حيث مكانها ودرجة الجفاف وآثاره من التصحر وضياع الغطاء النباتي الطبيعي للمراعي أو تأثر النباتات المزروعة انتاجا ونوعا، إذ ستتأثر محاصيل القمح والذرة والارز وتتاءثر رؤوس الماشية حسب الغطاء النباتي للمراعي.

 

وتابع الدكتور مجدي علام: «اما أوروبا فتتأثر الغابات سواء بالحريق أو الجفاف وضياع الرئة التي تمتص غازات الاحتباس الحراري وأولها أكاسيد الكربون والنيتروجين والكبريت وغاز الميثان والهيدرو كلوروفلوروكربونات والبيروفلوروكربونات، وبالتالي تتصاعد هذه الغازات من احتراق الوقود الأحفوري لتشكل غلالة من غلاف زجاجي يسمح بدخول الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية ولا يسمح بخروجها مما يزيد من سخونة الكرة الأرضية المتوقع وصول درجة حرارتها 1.5 درجة مئوية قبل عام ٢٠٤٠ ، واحتمال قبل عام ٢٠٣٠ وهنا لن تتمكن الدول الصناعية المسببة للتغيرات المناخية أن تعيد الوضع إلى ما كان عليه منذ ٢٥ عاما أي عدم تجاوز معدل درجة واحدة زيادة كل ١٠٠ عام .

 

وأكد الدكتور مجدي علام، مستشار برنامج المناخ العالمي GEF، وأمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب وبالطبع فإن مصر ليست مثل الجزائر وتونس وتركيا واليونان ليس لديها غابات ممكن احتراقها سواء بسبب الجفاف أو بسبب فعل فاعل كما ألمح الرئيس الجزائر عن ما يحدث في بلاده.

 

وأوضح علام، الوسيلة الوحيدة لإنقاذ البشرية هو زراعة مليار شجرة كل سنة لامتصاص هذه الملوثات الهوائية ويصاحب ذلك خفض ٤٠% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري قبل ٢٠٢٥ وخاصة الصين والهند وروسيا وأمريكا بالإضافة إلى الاتحاد الاوروبي.

 

من جانبها كشفت الدكتورة إيمان شاكر، وكيل مركز الاستشعار عن بعد بهيئة الأرصاد الجوية، عن أسباب ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها البلاد، موضحة أن السبب الرئيسي هو التغيرات المناخية التي يشهدها العالم أجمع.

 

وأوضحت شاكر في تصريحات خاصة لـ بوابة أخبار اليوم أن التغيرات المناخية أثرت على الغلاف الجوي بارتفاع في الغلاف الجوي حوالي درجة ونصف مقارنة بالأعوام الماضية وهذا أدى إلى ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية التي أثرت على العالم.


وتابعت وكيل مركز الاستشعار عن بعد بهيئة الأرصاد الجوية: «شهدت عدة دول ظواهر جوية عنيفة نتيجة للتغيرات المناخية مثل ارتفا  ع درجات الحرارة التي تشهده مصر ودول الشرق الأوسط ودول الجنوب وشرق أوروبا واليونان التي سجلت 47 درجة، وتركيا التي تشهد حرائق بسبب ارتفاع درجات الحرارة وألمانيا وإيطاليا التي شهدت ارتفاع في الحرارة وشهدت دول أمطار وفيضانات".

 
وأكدت الدكتورة إيمان شاكر، أن مصر تأثرت بارتفاع درجة الحرارة ويعتبر صيف 2021 هو الصيف الأشد حرارة منذ 5 أعوام بسب التغيرات المناخية.

 

 ونفت أن يحدث حرائق في مصر بسبب ارتفاع درجات الحرارة بسبب التغيرات المناخية ووصفت نكهات البعض بإمكانية حدوث حرائق في جنوب مصر بإن مصر بعيدة تماما عن ذلك بسبب أن الحرارة لم ترتفع بالحد الذي يؤدي للاشتعال حرائق وايضا عدم وجود غابات أو مساحات واسعه من الأشجار يعزز من ذلك .

 

وعن هل تأثر المناخ في مصر بحرائق المتوسط نفت دكتوره إيمان وأوضحت أن المناخ لا يتأثر بالأحداث قصيرة المدى والمناخ يتأثر دائما بالأحداث التي تستمر لعقود وفترات طويلة.

 

اقرأ أيضا|

زراعة الأشجار على السواحل.. لمواجهة التغيرات المناخية الصعبة 


البيئة 
من جانبها قالت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، إن الحرائق والأثار الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة كانت متوقعة، مشيرة الى أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يؤدي إلى حرائق الغابات وذوبان الجليد.

 

وأكدت وزيرة البيئة،  أن مصر مستعدة لمواجهة تغير المناخ من خلال اتخاذ عدة إجراءات، لافتة إلى أن الدول المتقدمة المسؤولة عن تغير المناخ بما سببته من الثورة الصناعية  وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي أطلق مبادرات ساعدت أفريقيا في مواجهة تغير المناخ، موضحة أن مصر بدأت خطوات واضحة من خلال رفع مستوى المجلس الوطني للتغيرات المناخية.

 

تغير المناخ 
وتابعت أن مصر اهتمت بالمشروعات التي ستتأثر من تغير المناخ، لافتة إلى أن المجلس الوطني اعتمد استراتيجية الوطنية لتغير المناخ لمدة 15 عاما لنقل الخبرات والتكنولويجا مع الدول الكبرى.

 

وشددت على أن مصر من أكثر الدول تأثرا بتغير المناخ رغم أن الانبعاثات المناخية الضئيلة، مؤكدة أن تغير المناخ لا يفرق بين شعوب نامية ومتقدمة و أن مخاطر تغير المناخ زادت على جميع الدول، مشددة على ضرورة حشد الدول الكبرى التمويل لمواجهته.

 

وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد أن مبادرة اتحضر للأخضر التي أطلقتها وزارة البيئة تركز على رفع الوعي البيئي، مطالبة بضرورة إدخال التغييرات المناخية في المناهج الدراسية.  

 

اقرأ أيضا| 

حوار| وزيرة البيئة المغربية: التغير المناخي يهدد الوجود.. ونسعى لإنقاذ الكوكب 

 

غرق الدلتا
وحول احتمالية غرق الدلتا بسبب التغيرات المناخية، قالت إن الدولة أصبحت تملك أجهزة إنذار مبكر حديثة حال تعرض لأمطار بنسب غزيرة، مطالبة بضرورة تكاتف الجميع لمواجهة تغير المناخ.

 

وقالت وزيرة البيئة، إن الوزارة تعمل بشمولية على ملف تغير المناخ، لافتة إلى أن القاهرة الكبرى تأتي في قائمة العواصم الأكثر تعرض لتلوث الهواء وأشارت إلى أن نسبة التلوث في محافظات الوادي الجديد والبحر الأحمر وجنوب سيناء منخفضة جدا.