الإجهاد المائي ظاهرة تهدد الزراعة.. فما أسبابها ؟

الإجهاد المائي
الإجهاد المائي

 

قال الدكتور على اسماعيل وكيل معهد الأراضى والمياه بوزارة الزراعة السابق أن الإجهاد المائي يعني نقص المياه مع مجموعة من العناصر الأخري المشتركة سواء بالزيادة أو النقصان مما يؤثر على النباتات النامية من خلال التأثير على المراحل الفسيولوجية للمحصول النامى.

و تابع من هنا فإن العطش أو الإغراق يسبب إجهاد مائي في الإمتصاص وعمليات النتح وحركة الثغور وبالتالي عمليات التمثيل الضوئي والبناء.

وقد أثرث الحرارة والملوحة وغيرها من العوامل على النباتات ونموها وتسمى كلها عناصر إجهاد على النباتات النامية، ولكن من خلال هذا الشكل السابق فإن دول العالم قسمت على حسب مواردها المائية الموجوده بهذه الدرجات حسب توفر المياه بها وندرتها مع الظروف المناخية.


و أضاف وكيل معهد الأراضى والمياه بوزارة الزراعة السابق أن قواعد استخدام المياه تعتمد على النظم الايكولوجية المختلفة بها فالبلاد التي تعاني نقص الموارد المائية لها من المتطلبات لاستخدام المياه وإعادة تدويرها أكثر من مرة من خلال المعالجة واستخدام تقنيات عالية في توزيع المياه سواء في الزراعة او الإسكان او الصناعة وهي البلاد الجافة وشبه الجافة في العالم ويقل نصيب الفرد من المياه عن 600 متر مكعب من المياه. 

أما البلدان المنخفضة الإجهاد فهي البلاد المطيرة والتي تلعب الأمطار دور هام في الزراعة والانتاج الزراعي والانتاج الحيواني ولا تعاني أي مشاكل لأن نصيب الفرد بها من المياه يزيد عن 2500 متر مكعب في العام . 

وقال الدكتور على اسماعيل إن البلدان الجافة وشبه الجافة تستخدم نظم الري السطحي ونظم الري تحت ضغط ورفع من المياه الجوفية لاستكمال حاجة السكان وتكون الاولوية الأولى لمياه الشرب والصناعة وتاتي الزراعة في المرتبة الثالثة ويتم اعاده استخدام المياه و معالجتها للاستخدام مره اخرى في الزراعة وهي البلدان التي تلجأ الي عمليات التحليه ومعالجة مياه الصرف الزراعي والصحى بعد حصاد مياه الأمطار التي تسقط عليها خلال فترات السقوط القليله والتي لاتزيد عن 150 متر مكعب في السنه. 

وأشار اسماعيل إلى أن مصر بدأت في تنفيذ مشروعات التحليه مع بدايه الالفينات في مرسي مطروح والغردقة وشرم الشيخ لمياه الشرب لصعوبة وصول امدادات مياه النيل بالقدر الكافي والاغراض السياحية الا انه مع نقص الموارد المائية وزيادة عدد السكان الي اكثر من 100 مليون نسمه فإن الموارد المائية ونصيب الفرد انخفض من 1200 متر مكعب في بداية الثمانينات الي اقل من 600 متر مكعب حاليا مع زيادة الرقعة الزراعية إلى 9.4 مليون فدان وبرنامج طموح لاستصلاح 4 مليون فدان مع بداية تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي قيادة الدولة بدأت بمليون ونصف ثم نصف مليون في سيناء والدلتا الجديدة مليون ونصف مما كان لابد من إعادة التفكير بشكل عملي وعلمي في الاستفادة من وحده المياه ووحده الأرض لإنتاج أقصى عائد منها فكان البرنامج القومي لتحديث منظومة الري في مصر وتأهيل الترع والمساقي لترشيد استخدام المياه ورفع كفاءة الري السطحي من 50% الي 80 او 90% باستخدام نظم الري الحديث والذكي لترشيد المياه و تدبير من 6 الي 10 مليار متر مكعب من خلال تحديث المنظومة في 5 مليون فدان.

وأوضح  أن مشروع تبطين الترع الفرعية والمساقي وبالتوازي معالجة مياه الصرف الزراعي والصرف الصحي بإنشاء 3 محطات كبيرة طاقة الواحدة منها 6 مليون متر مكعب يوم اي حوالي 6 مليار متر مكعب /سنه لاستخدامها في الري والأراضي الصحراوية المستصلحه. بخلاف مياه الابار في حدود 6 مليار متر مكعب يمكن الحصول عليها كطاقة قصوي من المياه الجوفية. 

و أشار إلى أن حصاد الأمطار حوالي 2 الي 3 مليار متر مكعب منها بالساحل الشمالي من رفح حتى السلوم ومناطق جنوب سيناء. 

لذا فكان التوجة الاستراتيجي لتحليه مياه البحر كمورد إضافي للسكان في المحافظات الساحلية ثم الفائض منها للصناعة واعاده استخدام جزء منها في عمليات الري.

د. على اسماعيل