حكايات| ملك الفورمات.. «مصطفى» يُحيي الأحذية اليدوية من «البقري والجاموسي»

ملك الفورمات.. «مصطفى» يُحيي الأحذية اليدوية من «البقري والجاموسي»
ملك الفورمات.. «مصطفى» يُحيي الأحذية اليدوية من «البقري والجاموسي»

يقف خلف ماكينة خياطة الجلود يده امتلأت بصبغات ألوان الأحذية حتى بات أحد البارعين في إحياء مهنة مصرية اندثرت مع التاريخ وحل محلها الصناعة المميكنة، يقف مصطفى بالمرصاد لعبارة «الناس بتستسهل وتحب تشتري الجاهز».

 

ورث مصطفى علي صنعة تفصيل الأحذية يدويًا عن أبيه وجده، ويعمل حاليًا على صناعة وتفصيل الأحذية اليدوية حتى اليوم رغم أن انقراض المهنة ليس في الصعيد فقط ولكن على مستوى الجمهورية، ومن هنا بات «الأسايطة» يحترمون قيمة الأحذية المصنوعة يدوياً ويبحثون عنه دائماً في قلب مدينة أسيوط.

 

 

عن رحلته مع هذه المهنة، يقول مصطفى علي - صاحب واحدة من أقدم ورش تفصيل الأحذية يدويًا: «كان والدي يصنع الحذاء بدءًا من دبغ الجلد أو قصه وحتى يُصبح حذاء يعيش عشرات السنوات».

 

اقرأ أيضًا|  «التُلي» تحمي من الحسد.. عباءة أسيوطية خطفت قلوب الإنجليزيات

 

ويحكي: «على سبيل المثال أصنع البوت الشتوي من جلود الأبقار الخفيفة والناعمة والتي تعيش فترات طويلة من الزمن، على عكس بعض الأحذية التي تطلب الجلد الجاموسي ويكون سمك الجلد أكبر، وأصنع منها بعض الأحذية التي تكون آمانة أو (سيفتي)».

 

 

ومع تطور الوقت أصبحت الصناعات اليدوية لا تطلب الكثير من الجهد؛ حيث أن الخامات تأتي جاهزة من مدابغ الجلود ومستوردة، منطقة باب الشعرية والغورية التي لا تزال بها مدابغ تقوم بدبغ وصناعة الجلود.

 

وعن النعال الخاصة بالأحذية المصنوعة يدويًا فيقول: إنها «إما تكون من البلاستيك أو من المورتان أو من السيلكون، وكلها مصنوعة بالخارج ولكن نتمنى أن نعيد إحياء هذه الصناعات والتي كانت تُصنع بمصر وكانت هي الأفضل على مستوى العالم».

 

ومع إيمانه بتفاصيل حرفته يروي مصطفى: «لم نتخل عن مهنتنا التي ورثناها، ولك أن تتخيل أن الأحذية المصنوعة يدوياً أرخص بكثير من المستوردة ونسعى جاهدين لإحياء هذه المهنة التراثية والتي اندثرت وحل محلها المستورد، في حين أن مصر كانت رائدة قبل ذلك في هذه الصناعات الجلدية».

 

ورغم مرور السنوات لا يزال مصطفى علي يفتخر بأن والده كان يسبق المصانع في ابتكار شكل و«فورم» الحذاء، ويتعامل مع جلود الأبقار والجاموسي والجِمال وتحويلها إلى أحذية ذات مظهر عالٍ حتى أصبح يسير على درب والده مع استعمال جلود وفرم مصنعة مسبقاً ونعال مصنوعة في المصانع.