الإفراط فى الاستخدام يسبب مشاكل نفسية واجتماعية

احترس من إدمان السوشيال ميديا

مخاطر كبيرة بسبب إدمان منصات التواصل الاجتماعى
مخاطر كبيرة بسبب إدمان منصات التواصل الاجتماعى

علم‭ ‬النفس‭: ‬تهميش‭ ‬للعقول‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬خطة‭ ‬قومية‭ ‬لاستغلال‭ ‬طاقة‭ ‬الشباب

تسبب الاعتماد المتزايد على الهواتف الذكية فى مشاكل نفسية واجتماعية خاصة لفئة الشباب وذلك بسبب الاستخدام المفرط والمتزايد لتطبيقات الهاتف التى بدأت تتسلل إلى تفاصيل الحياة اليومية وتجعل من مستخدميها مدمنين لذلك النوع الجديد من التكنولوجيا الذى يوفر التسلية والتواصل والإبداع أيضا فى مكان واحد، كما أصبح طريق استغلال العقول وتفريغها وتفكيك الأسرة والمجتمع.

ورغم الجانب الإيجابى لبعض تلك التطبيقات التكنولوجية والتى ساهمت فى توفير الوقت والجهد من التسوق الإلكترونى وطلب سيارات الأجرة أو حجز دور السينما والمطاعم ودفع الفواتير وغيرها من الخدمات، إلا أن الكثير منها جاء بهدف استغلال فراغ الشباب واستدراجهم إلى عالم جديد بدون رقابة مستغلا قلة الخبرة وصغر السن والعاطفة والرغبة فى التجربة.

ويعرف الإدمان بصفة عامة بأنه سلوك قهرى يتسبب فى تأثيرات سلبية على المدمن، وهو ما يحدث مع الكثير منا حال انقطاع خدمة الإنترنت أو نفاد بطارية الهاتف، فقد أصبح الجميع متعلقا بتلك النغمة التى تخبرنا بورود تعليق أو رسالة جديدة، أو حركة لا إرادية بإخراج الهاتف والتنقل بين تطبيقاته ومتابعة الصور والفيديوهات وغيرها مما ينشر على مواقع التواصل.

وسبق وأن حذرت دراسة كندية من خطورة الإفراط فى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن ذلك يؤدى إلى مشاكل فى الجهاز العصبى للمراهقين كما يساهم فى تزايد إصابتهم بالقلق.

وأوضحت الدراسة أن ذلك مما يعد إدمان استخدام شبكات التواصل الاجتماعى والذى يعد خطورة على جيل المراهقين الحالى ولم يكن متواجد من قبل للأجيال الأكبر وهو ما يمثل خطورة على ثقافة المجتمع ككل.

وتأتى خطورة إدمان مواقع التواصل الاجتماعى لما لها من تأثير سلبى على الفرد وأيضاً على الأسرة والمجتمع كلل، فقد تسبب ذلك فى العديد من المشاكل الاجتماعية الجديدة والتى جاء بعضها من الأزواج والزوجات وتسببت فى تفكك الأسرة داخليا وأدت فى بعض الأحيان إلى الانفصال والطلاق.

كما تسببت أيضاً فى عزوف الشباب عن المشاركة فى الأنشطة الأسرية أو التحدث مع الوالدين وأصبحوا مقيدين فى التطبيقات المختلفة التى تجذب هذه الفئة من الشباب من خلال صور وفيديوهات خليعة.

الدكتورة سوسن فايد، أستاذة علم النفس بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، قالت إن الشباب لا يحظى بالتأهيل المطلوب للتعامل مع السوشيال ميديا ولذلك لابد من خطة قومية لتأهيل الشباب والأطفال للتعامل مع تلك التطبيقات، خاصة مع غياب الأهل أو عدم إدراكهم لطبيعة عالم السوشيال.

وأوضحت أن الشباب فى المجتمع المصرى يمثل ما يزيد على 60% ومعظمهم بلا دور اجتماعى واضح أو مشارك فى ألعاب رياضية وهو ما يجعلهم معرضين بنسبة أكبر إلى إدمان السوشيال ميديا، خاصة أن بعضهم قد يعانى من بعض المشاكل النفسية مثل الانطواء أو عدم الثقة فى النفس ولذلك يلجأ هؤلاء إلى العالم الافتراضي.

وطالبت بضرورة استغلال طاقة الشباب فى ممارسة الرياضة ومساعدتهم على اكتشاف مواهبهم لاستغلالها، خشية ألا يتركوا إلى هوس السوشيال ميديا.

كما حذرت من وجود أجندات خارجية تعمل على تهميش عقل الشباب المصرى، وسلاحها الوحيد هو الإنترنت، وذلك من خلال بعض التطبيقات التى تحمل صور وفيديوهات قادرة على استقطاب الشباب، بخلاف بث مفاهيم خاطئة عن مفهوم الزواج وهو ما يساهم فى زيادة معدلات الطلاق وبالتالى تفكيك المجتمع، وهو ما يعرف بحروب العقول.