الخبراء: ترويج الكذب يسبب الفزع من اللقاح.. والتوعية أهم الحلول

احذر شائعات كورونا.. اللقاحات مفيدة فى الواقع وضارة على السوشيال ميديا

جهود من الدولة لتفنيد الشائعات وتوعية المواطنين بضرورة اللقاح
جهود من الدولة لتفنيد الشائعات وتوعية المواطنين بضرورة اللقاح

كتب: عبدالصبور بدر

حملة مكبرة يقودها مجهولون تقوم على نشر الشائعات على وسائل التواصل الاجتماعى لتخويف الناس من تلقى لقاحات كورنا، وتدمير جهود الدولة فى القضاء على الفيروس القاتل.

مئات المنشورات تتحدث (كذبا) عن أعراض مميتة، وتحذر من خطورة تلقى اللقاح، وتنصح بعدم أخذه، سواء بـ "بوستات" جادة أو عن طريق التنكيت والـ "كوميكسات"، ما أدى إلى نشر البلبلة وقذف الرعب فى القلوب، وتراجع البعض بالفعل عن تلقى العلاج، فى الوقت الذى سارع فيه كبار المسئولين بأخذ اللقاح من أجل بث الطمأنينة ودحض الافتراءات والأباطيل، وحث المواطنين على تلقى العلاج.

 

ماكينة الشائعات لا تتوقف ليلا ونهارا بهدف تعطيل نجاح وزارة الصحة فى مقاومة الوباء، خاصة بعد أن حققت مصر تقدما ملحوظا فى مقاومة الفيروس، وحصلت على إشادات من منظمة الصحة العالمية.

 

فى نهاية 2019 انتشر الرعب فى العالم بسبب ظهور فيروس كورونا الذى تحول إلى وباء يصيب الملايين ويقتل مئات الآلاف فى العديد من الدول، ما جعل الأطباء المختصين فى العديد من الدول لا يتوقفون عن تجارب إنتاج اللقاحات، حتى نجحوا فى تقديم لقاحات باستطاعتها القضاء على الفيروس وتحجيم انتشاره.

 

المبالغة والخوف

وفى ظل اعتماد البعض على وسائل التواصل الاجتماعى فى الحصول على المعلومات بصرف النظر عن التحقق من صدقها، وجدت الشائعات من يروج لها ويتعامل معها على أنها حقيقة لا تقبل الفصال، بينما تكمن الخطورة فى مشاركة تلك المنشورات المغرضة، أو عمل "كوبى بيست" لها على صفحاتنا الشخصية، أو من خلال جروبات يتابعها أعداد مهولة من المصريين، دون أن نسأل عن الشخص الذى كتبها أو هدفه من ذلك، ما يتسبب فى نقل الشائعات بطريقة آلية ومخيفة عن أخذ اللقاح الذى سارعت الدولة بتوفيره لملايين المصريين.

 

ويرصد د.سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسى منصات إعلامية تابعة للإخوان بهدف إثارة البلبلة فى المجتمع المصرى، والمبالغة والتزوير فى سرد المعلومات لافتا أنهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعى لنشر الفتن عن طريق فيديوهات مفبركة ومواد إعلامية تأتيهم من الخارج، ودعا المواطنين إلى التأكد من الحقائق حتى لا يتم استخدامهم بدون وعى فى عمليات نقل الشائعات عبر صفحاتهم الشخصية وعدم تمرير أى معلومة دون تفنيدها والرد عليها؛ وأشار بأن مشكلة الناس بعدم تلقى اللقاح ما يثار بالسوشيال ميديا من شائعات وخرافات لا أثر لها وهو أمر يحتاج لتوعية المجتمع.

 

ومن جانبه أكد د.أحمد شبل أستاذ الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر على أن النصوص الشرعية من الكتاب والسنة نصت على حرمة المشاركة فيما يعرف بـ "ترويج الشائعة" والمقصود بها نشر الأكاذيب والأقاويل غير المحققة من غير أن يتأكد الشخص من صحتها، والرجوع إلى أولى الأمر والعلم والخبراء بالأمور قبل نشرها وإذاعتها، مما يثير الفتن والقلاقل بين الناس، وقد وصفها الله تعالى بالإرجاف، وهو ترويج الكذب والباطل بما يوقع الفزع والخوف فى المجتمع.

 

ترويج الأكاذيب

وتابع: يندرج ترويج الشائعات تحت "قيل وقال"، فقد أخرج البخارى ومسلم فى صحيحيهما عن المغيرة بن شعبة −رضى الله عنه− عن النبى −صلى الله عليه وسلم قال: "إِن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال"، ويدخل ضمن "قيل وقال": الخوض فى أخبار الناس وحكايات عن أحوالهم وتصرفاتهم فضلا عن الترويج للأكاذيب وما يثير الفتن.

 

وأضاف: إذا علم مروج الشائعات عظم الجرم الذى يفعله بسبب الآثار المدمرة للشائعة على المجتمع لما تهاون بصنيعه مطلقا، وقال إن علاج هذه الكارثة يكمن فى التحقق وعدم الإسراع فى نقل الأخبار وبعد التأكد منها يجب الرجوع إلى أهل العلم والخبرة، وليس المساعدة على ترويجها.