حوار| رئيس اتحاد الكتاب العرب: أسهمنا فى ترشيح أديب مصرى لجائزة نوبل

الشاعر د. علاء عبد الهادى خلال حواره مع «الأخبار»
الشاعر د. علاء عبد الهادى خلال حواره مع «الأخبار»

أسعى منذ فترة لكشف مخبوءات نقابة اتحاد الكتاب المصرية، خاصة بعد ذيوع العديد من الاعتراضات المشاغبة على الأداء والدعوة إلى إجراء الانتخابات على وسائل التواصل الاجتماعي.. والحقيقة أن نقابة اتحاد الكتاب بعد قيادتها لاتحاد الكتاب العرب تسعى بقوة إلى تحقيق منجز تشريعى وأداء قوى على المستويات العربية والدولية كافة.. فالنقابة هى البيت الأول للكُتاب المصريين والممثل الأبرز لهم فى المحافل العربية؛ ولذلك فإنه حتى أكثر المتشائمين لا يملكون إلا الشهادة الإيجابية لأداء الاتحاد خلال الفترة الماضية على عدة مستويات ثقافية.. وللرد على الكثير من الأسئلة التى تدور حول نشاط الاتحاد خلال الفترة الحالية كان هذا الحوار مع د. علاء عبد الهادى رئيس نقابة اتحاد الكتاب، ورئيس اتحاد الكتاب العرب، والشاعر والناقد والمترجم المعروف، لكشف العديد من المشروعات التى يقوم بها الاتحاد.. فإلى نص الحوار:

 

مجلس‭ ‬استشارى‭ ‬لحماية ‬‮«‬أمن‭ ‬مصر‭ ‬النقابى‮» ‬ ‬وتأجيل‭ ‬الانتخابات‭ ‬تم‭ ‬بحكم‭ ‬محكمة

حافظنا‭ ‬على‭ ‬‮«‬ذاكرة‮»‬‭ ‬الاتحاد‭ ‬من‭ ‬الضياع‭. ‬ ونملك‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬وثيقة‭ ‬ثقافية‭ ‬مهمة

ندعم‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب ‬ وكورونا‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬انطلاقنا

 هناك كثير من الاعتراضات والشائعات التى تثار عادة قبل انتخابات النقابات ونقابة اتحاد الكتاب ليس استثناء هنا.. ما تفسيرك لذلك؟

فضلنا فى خلال الفترة السابقة الامتناع عن أن نتصدى بالرد على ما يثار على مواقع التواصل الاجتماعي، لإيماننا بأن النقابات لا تدار إلا من قدسية مقارها، وأن الكذب يسقطه العمل، وأن وهم المعرفة غير المعرفة، ويعلم المتابع تفاصيل البيانات الأخيرة لعدد من المرشحين التى شكلت حملة منظمة للنيل من منجزات هذا المجلس ومن رئيسه، وهى حملة ضاق بها كثيرون من الأعضاء، بسبب ما أظهرته من افتئات ولغط وسب وتشويه واحتراب وفتن أثرت بأسلوبها وتهافتها على مكانة الثقافة المصرية قوميًّا وعربيًّا، وآثرنا الترفع والامتناع عن الرد عليها، أو الدخول من خلالها فى معارك لن تفيد الأعضاء، وتحملنا فى ذلك الكثير من العنت والمشقة، وكان رأينا دائمًا أن كل هذا محترم ومقدر إذا تمسك صاحب البيان، أو المعترض، أو المحاور، بأسلوب يليق بلغة كاتب أو منطق مبدع، أو إذا قام طرحه على أسباب موضوعية، تستهدف مصلحة النقابة ووحدتها، وليس التصارع − على سلطة زائلة − بين أعضائها!

 ولكن الكثيرين يتساءلون عن وضع الجمعية العمومية وانتخابات النقابة بعد إتمام انتخابات الصحفيين؟

بداية، هذا هو المجلس النقابى الوحيد الذى دعا إلى إجراء انتخابات ثلاث مرات متوالية فى خمسة أشهر، حرصا منه على الحقوق الانتخابية لأعضاء الجمعية، فقد دعوت الجمعية العمومية الأولى للانعقاد بخطابات رسمية فى الأولى 13 مارس 2020، وتم تأجيلها من رئيس الوزراء ووزيرة الصحة وبمخاطبات رسمية، فاتخذ المجلس قراره باحترام القرارين، ثم دعونا لانعقادها المرة الثانية فى 29 مايو 2020، وقد أفادت وزارة الصحة بضرورة التأجيل، ثم فُرض حظر التجوال فى هذا الموعد بعد ذلك، فأصبح من المحال انعقادها فى ذلك الوقت، وفى المرة الثالثة، وحين سمحت الدولة بالتجمعات فى حدود 50‭%‬ وبالاحترازات الكافية دعا المجلس الجمعية للانعقاد وللمرة الثالثة، ولكن ورد إلينا حكم محكمة مجلس الدولة بوقف تنفيذ قرار النقيب العام لاتحاد كتاب مصر بما تضمنه من الدعوة لعقد جمعيتين عموميتين للاتحاد بتاريخي: 21/8/2020و28/8/2020، وألزمت الاتحاد مصروفات الشق العاجل، وأمرت بإحالة الدعوى إلى هيئة مفوضى الدولة لإعداد تقرير بالرأى القانونى فى طلب الإلغاء، اختتمت الحكم بأن الأثر المترتب على قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 606 لسنة 2020 بوقف الفعاليات نافذ بذاته دون حاجة إلى صدور قرار من النقابة المدعى عليها.

ضد التطرف

هناك منجز ثقافى كبير للنقابة يشهد به الجميع سواء فى المقر الرئيسى أو فى النقابات الفرعية العشر.. هل ترى أن هذا المجز كاف حتى الآن؟

قمنا بذلك على مستويين: الأول يخص المشاركة الثقافية دعما لثقافة مصر فى المحافل العربية والدولية، وما يمس القضايا الحيوية لها، والثانى يرتبط بالأداء الثقافى الداخلى على المستوى الأدبي. بخصوص مستوى المشاركة، منذ الأشهر الثلاثة الأولى كان موقف النقابة داعما لموقف الدولة فى معركتها ضد التطرف والإرهاب، وقمنا عبر ندوات عديدة فى فروع النقابة وفى مقر النقابة العامة بدعم الدولة فى محاربة التطرف والإرهاب وذلك منذ مؤتمرنا الأول فى يوليو 2015 الذى افتتحه معنا الوزير عمرو موسى بحضور اثنين وعشرين رئيسا من رؤساء النقابات المهنية المصرية، وكان عنوانه "نقابات تتحدى الإرهاب". وعلى المستويات السياسية والقومية والإقليمية كان الاتحاد مشتبكًا بقوة، ومشاركًا فى كل الفعاليات المرتبطة بقضايا مصر والأمة، معلنا مواقفه التى اتفقت مع ثوابت الضمير الثقافى الوطنى والعربي، فى قضايانا الحيوية، وعلى رأسها قضية مكافحة التطرف الفكرى والعقدي، كما دعمنا ترشيحات مصر الثقافية فى الأمم المتحدة من خلال مراسلاتنا التى جاوزت 150 مخاطبة بأكثر من لغة للسفراء العرب والأجانب فى مصر، وكان لنا دور فاعل فى اتحاد النقابات المهنية مشاركين فى وضع لائحته التنفيذية، وتم انتخابنا متحدثا رسميا باسم اتحاد النقابات المهنية، كما كانت نقابة اتحاد كتاب مصر ممثلة برئيسها من أكثر أعضاء لجنة الخمسين لوضع التشريعات الصحفية، هذا بخلاف جهد الاتحاد فى أعمال عضوية كل من: "اللجنة العليا للمهرجانات∪، و∪اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولى للكتاب∪، ولجنة "وضع اللوائح التنظيمية الجديدة للمجلس الأعلى للثقافة". واشتراكه بفعاليات "المجلس الأعلى للصحافة∪ فى آخر دورة له، ومشاركته فى أعمال "المجلس الأعلى للثقافة" وقوفا مع ترشيحات أعضائه، وفى التصويت عليها. كما استضفنا "جلسة الإجراءات∪ فى سبتمبر 2019 لانتخاب أمين عام جديد للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، والتى فزنا فيها بالتزكية بتوافق 15 دولة عربية على قيادته الاتحاد العالم للأدباء والكتاب العرب فى المرحلة القادمة وحتى عام 2023، وتم انعقاد أول مجلس للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب فى مصر فى 2020، بعد رئاستنا له، وفيه وزع "النظام الأساس الجديد" للاتحاد بعد اعتماده وطباعته، ووزعت المراكز القانونية والأمانات المساعدة فضلًا عن مستشارى الأمين العام، بالتوافق بين أعضاء الاتحاد العام.

لجان جديدة

وماذا على مستوى الأداء النقابى النوعى كيف كان إسهامكم فى مهمة التنوير الثقافى؟

قمنا بفتح نقابتين فرعيتين جديدتين فى المنوفية وفى القليوبية، وتفعيل النقابة الفرعية لبنى سويف والفيوم، ليصبح للنقابة العامة عشر نقابات فرعية فى عشر محافظات، وقام المجلس باستحداث لجان جديدة أهمها لجنة حماية اللغة العربية، ولجنة إحياء التراث المعاصر، ولجنة فقه الواقع وتجديد السلوك الديني، مع فتح الباب لأعضاء الجمعية العمومية المهتمين من خارج مجلس الإدارة بأن يكونوا من مقررى اللجان ورؤساء الشعب، فضلا عن إعادة إصدار دورية ضاد بعد توقفها سبع سنوات، وصدر منها ثلاثة أعداد، وعددان على وشك الإصدار، فضلا عن إقامة سبع ورش فى السيناريو، والمهارات اللغوية، والإلقاء، والنحو، والعروض من خلال شعب الاتحاد، بالإضافة إلى إقامة مؤتمرات سنوية لما يزيد على 28 لجنة وشعبة تُوّج كل منها بإصدار. فى نشاط يزيد على 250 ندوة فى عام 2019− 2020، قبل جائحة كورونا. وعلى مستوى فروع النقابة أقمنا عشرة مؤتمرات فى النقابات الفرعية عن موضوع واحد لتسجيل ذاكرة إبداعية لمصر عن "المشهد السردي" فى محافظة كل فرع. وبمعدل كلى يقترب من خمس وعشرين ندوة شهرية لأعمال الشعب واللجان، كما عُقِدَ 26 مؤتمرًا أدبيًّا صدر عن كل منها كتاب يضم أعمال المؤتمر فى عام واحد، وذلك قبل الحد من النشاطات بسبب جائحة فيروس كورونا.

وما تقييمك لدور الاتحاد فى نشر الأعمال الإبداعية لأعضائه؟

قمنا بإعادة نشرة الاتحاد بتصميم جديد، على أن تصدر كل ثلاثة أشهر وتصدر باسم "الكاتب المصرى". وهناك ثلاثة أعداد الأول تجريبي، والثانى عدد سيوزع فى الجمعية العمومية، خاص بالانتخابات، والثالث عدد وثائقي، انتهينا من العددين الأولين. هذا فضلا عن دعم الأعضاء سنويا لنشر أعمالهم بمتوسط أربعة كتب شهريا. وقمنا بإنشاء موقع إلكترونى جديد وفارق فى تاريخ الاتحاد http://egywriters.org يضم أعمال 28 لجنة وشعبة بمئات قواعد البيانات وقناة لليوتيوب ومكتبة إلكترونية تضم الآن ما يزيد على عشرة ملايين كتاب. أنت تتكلم عن حصيلة ثقافية كبيرة أول مرة فى تاريخ النقابة، وربما لا أعدو الحق أنه لا ينافسنا فى ذلك إلا نشاطات وزارة الثقافة بقطاعاتها مجتمعة.

جوائز الاتحاد

 ما الأسس التى تقوم عليها جوائز نقابة اتحاد الكُتاب.. خاصة جائزة شوقي؟

لحضورك الدولى شروط منها أن يكون لمؤسستك قدرة على منح الشرعية، الجوائز خير من يقوم بهذه المهمة، ووعيًا بذلك، قمنا باستحداث جائزة (أحمد شوقى الدولية للإبداع الشعرى)، وفى جوائز بهذا الحجم، يكون الاختيار على مجمل المنجز وتأثيره، وقد فاز بها كل من الشاعر المصرى أحمد عبد المعطى حجازى، والشاعر اليمنى د. عبد العزيز المقالح، فى احتفال مهيب كان له صدى عربى هائل، وبحضور 16 رئيسا لمنظمات ثقافية عربية، فضلا عن كبار الكتاب والمبدعين والمثقفين والوزراء المسئولين المصريين والعرب، كما تم تشكيل مجلس أمناء جائزة "فؤاد حداد" العربية فى شعر اللهجات المحكية. وأعلن عن الفائز فى جائزة فؤاد حداد الدولية فى الإبداع الشعرى العام عام 2020 فى دورتها الأولى، وقد فاز بها الشاعر المصرى مجدى نجيب، والشاعر اللبنانى طلال حيدر.

وكيف كانت نتائج دورة هذا العام من هذه المسابقة المهمة؟

فى دورة شوقى الثانية أعلنّا هذا العام فوز الشاعرين محمد إبراهيم أبو سنة من مصر، وشوقى بغدادى من سوريا. ولتأكيد حضور النقابة على المستوى القومى قام المجلس بزيادة ثمانى جوائز جديدة لأعضاء الاتحاد، وقد وضعت أموال الجوائز الخاصة كلها فى حساب خاص مربوط بفوائد، للإفادة من ريعها المتحصل فى تطويرها − بعد ربطها بشهادات ادخارية. ورشحنا هذا العام أول مرة شخصية أدبية مصرية من جيل الخمسينيات لجائزة نوبل، وهى المرة الأولى التى نرشح فيها لهذه الجائزة، بعد أن كان خطاب الترشيح الرسمى يأتى لرئيس نقابة الاتحاد السابق، دون علمنا، أو ترشيحنا. وقد أرسلنا خطابا لسكرتارية الجائزة عام 2020 يفيد بذلك، وبأن النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر غير مسئولة عن أية ترشيحات أتت من غير ممثلها القانونى ورئيسها فى السنوات الأربع من 2016− إلى 2019. أما جوائز التميز فيمنحها المجلس من قائمة المتقدمين إليها من أعضاء الجمعية العمومية، بخلاف الجوائز الأخرى التى تخضع لتحكيم سرى وبتقارير سنوية تحفظ كل عام، من ثلاثة محكمين خارجيين لكل جائزة منها.

ملفات مفتوحة!

هناك تطور كبير فى الشكل والأداء شهد به الجميع فى القاهرة والأقاليم.. ما ملامح ذلك؟

أهم ما نفخر به هو ما قمنا به من حركة إصلاح شامل قامت على اشتباك مجلس إدارة النقابة المسئول مع كل الأمراض المستوطنة فى النقابة، ومع كل الملفات المفتوحة على مخالفة القانون وخرق اللوائح، وتصدينا لكل مظاهر الفساد التى كانت تنخر فى هيكل النقابة المالى والإدارى والتشريعي، بما فى ذلك تصحيح المخالفات القانونية الفادحة التى رتبت أوضاعا مالية وإدارية غير قانونية أو شرعية، كانت تكبح الاتحاد فى انطلاقته الجديدة، دون تأجيل أو تسويف أو تردد، وهذا ما أثمر حالة من الاستقرار والتطور الحثيث غير المسبوق فى تاريخ النقابة. وعلى رأس ذلك الإصلاح التشريعى والإدارى الشامل من خلال وضع ثمانى لوائح جديدة وهى لوائح النقابات الفرعية الجديدة، ولوائح القيد، واللجان، والشعب، والجوائز، والنشر، والمعاشات، وصندوق الخير. ومن ذلك أيضًا تثبيت الصفة النقابية فى تعاملات الاتحاد الرسمية كافة احتماء بما نص عليه الدستور المصرى العظيم من حصانة للنقابات، واستقلاليتها، وفق المواد 75، 76، 77 من الدستور، وهذا ما أتاح وضع مهنة "كاتب" فى بطاقات الرقم القومى والمعاملات الرسمية، وذلك بعد الحكم التاريخى لمجلس الدولة الذى أثبت فى حيثياته الصفة النقابية للكيان. فضلاً عن تحويل اللجان الإدارية للأفرع إلى نقابات فرعية تتمتع باستقلال إدارى محمود وفق القانون واللائحة، يتيح لها الحراك الثقافى المطلوب فى أقاليمها، ومن المهم أن نذكر أن هذا المجلس هو من حفظ ذاكرة الاتحاد من خلال إنشاء قسم للمحفوظات والوثائق أول مرة فى تاريخه، ولدينا الآن ما يزيد على خمسة آلاف وثيقة محفوظة، بعد أن كانت مستندات الاتحاد نهبًا للضياع والفقد. هذا فضلا عن التأمين على المقار ومقتنيات الاتحاد أول مرة فى ضد الحريق والسرقة والتلف. فضلًا عن التأمين على متعهدى الخزائن ضد خيانة الأمانة. هذا مع تنفيذ جميع توجيهات الجهاز المركزى للمحاسبات فى شأن الملاحظات المعادة والمكررة فى تقريره السنوى فى العقود السابقة، مع إحالة ميزانية 2015 إلى نيابة الأموال العامة بناءً على طلب الجهاز.

أجور الأطباء

 فى ظل الأزمات الصحية المتتالية التى تضرب العالم.. هل يوجد للنقابة صندوق رعاية صحية؟

نعم، هذا هو العام الرابع له، وقد رفع المجلس سقف المشروع الصحى من أبريل فى العام الجارى إلى سقف علاجى يصل إلى أربعين ألف جنيه فى السنة− اختياريا− للمشترك فيه. وهو المشروع الذى لا يتكفل المشترك فيه بدفع أية مبالغ مالية فى الكشف، وأجور الأطباء، والإقامة فى المستشفيات درجة أولى، ويتضمن ذلك إجراء العمليات الجراحية للمشترك، كاملة على حساب المشروع.. فى عدد من أكبر مستشفيات مصر منها مستشفى المعادى العسكرى، ومستشفى وادى النيل ومستشفى دار الفؤاد وغيرها، مع صرف دواء شهرى للمرض المزمن بحد أقصى 250 جنيها لكل مشترك شهريا. فضلا عن أدوية الأمراض غير المزمنة. وقد وصل عدد المشتركين فى مشروع الرعاية هذا العام إلى ما يزيد على سبعمائة مشترك تقريبًا، وبإقبال غير مسبوق على الاشتراك، وذلك بعد أن كان نهبا لسوء الاستغلال وللتربح، وللاستثمار فى علاقات شخصية وأغراض انتخابية.

الإدارة المالية 

وما الموقف المالى للنقابة الآن.. خاصة أنه مرتبط بالمطلب الأول وهو زيادة المعاش؟

استطعنا بالإدارة المالية الصحيحة، والتفكير الاقتصادى الرشيد أن نرفع المعاش إلى الضعف، ومع ذلك يظل معاش الكاتب ضئيلا مقارنة بما يستحقه من دخل يحفظ له حياة كريمة، وأرجو أن يسفر لقائى مع معالى وزيرة التضامن د. نيفين قباج عن دعم حقيقى لمعاش الكاتب عضو النقابة، وقد أرسلنا رسالتين إلى رئيس الجمهورية فى هذا الشأن، وننتظر منه كل الخير كما عودنا دائمًا. زادت موارد الاتحاد والصندوق المالية، بما خططه المجلس− مدعومًا من الجمعية العمومية− من إدارة مالية واكتوارية صحيحة بنسبة الضعف، وذلك بعد امتثالنا لقرارات الجمعيات العمومية السابقة فى إنفاذ ما نص عليه القانون فيما يخص تبرع سمو الشيخ حاكم الشارقة للاتحاد، وتصحيح مخالفات المجالس السابقة القانونية والمالية والإدارية، وقد قمنا بذلك عبر مقاصات محاسبية وضعها مراقب الحسابات القانونى المعين من الجمعية العمومية، لتصحيح الأوضاع، وهذا ما أتاح لنا بعيد ذلك، الاستعانة بخبراء اكتواريين لوضع خطة إدارة مالية لاستثمار مثالى لميزانيتى النقابة والصندوق حيث ارتفع رصيد النقابة والصندوق معًا إلى زيادة كلية مالية ومستندية فى هذه الدورة (2015−2019)، لكلّ من حسابى الاتحاد والصندوق تبلغ 40 مليون جنيه تقريبًا، أى ما يزيد على 100‭%‬ تقريبًا زيادة على كل أرصدة النقابة والصندوق مجتمعين فى دورة واحدة. وفى هذا موارد تحصيل ديون مستحقة للاتحاد لدى الجهات الأخرى بقيمة 12 مليون جنيه تقريبًا. كما قمنا بإنشاء صناديق جديدة بقرار من الجمعية العمومية− أول مرة− مثل (صندوق الخير) الذى يخصص ريعه للصرف على الحالات الإنسانية الحرجة التى يتعرض لها عضو النقابة، هذا مع تنفيذ قرار الجمعية العمومية بإنشاء رصيد استراتيجى لكل من حساب صندوق المعاشات، وحساب النقابة، وقام المجلس بزيادة المخصص المالى للنقابات الفرعية إلى ثلاثة أضعاف ما كان عليه. أما جميع ما عرضناه فقد قمنا بإنفاذه بناء على خطة مالية واضحة، وقرارات أربع جمعيات عمومية متعاقبة، ووفق توجيهات المحاسب المالي، وبإشراف الجهاز المركزى للمحاسبات.

‭*‬ حصلتم على عدة أحكام قانونية مهمة تخدم النقابة وأعضاءها؟

حصلت النقابة على حكمها التاريخى من المحكمة الدستورية العليا بشأن قانونية المادة (43) وملحقاتها فى قانون الاتحاد ضد القضية التى رفعها رئيس اتحاد الناشرين الخاصة بحقوقنا لدى الناشرين بنسبتى 2‭%‬، و5‭%‬، وكنا قبل الحصول على هذا الحكم التاريخى قد حفظنا حقوق الاتحاد − منعًا لها من التقادم كما حدث من عام 1975 إلى 2005 الفترة التى ضاعت فيها حقوق الاتحاد المالية بسبب تراخى مجالس الإدارات السابقة، فقمنا بتوجيه إنذار بالدفع إلى ما يزيد على ستمئة وخمسين دار نشر، وذلك لإسقاط حقوق التقادم، أول مرة، بعد ضياع حقوقنا عن السنوات السابقة منذ إنشاء النقابة إلى وقت توجيه. وقد عقدنا عدة اجتماعات مع رئيس اتحاد الناشرين المصريين، ونتوقع أخذ حقوق الاتحاد الجديدة من المصدر، مع تسوية حقوق النقابة المالية على الناشرين.

مجلس استشارى

هل توجد رؤية فكرية للنقابة قادرة على مواجهة التحديات الحالية؟

هى أصعب التحديات التى يمكن تواجه أى نقيب ذلك لأنها ترتبط مباشرة فى ظل هذه التحديات "هنا والآن" بما أطلق عليه أمن مصر النقابي! وتحقيقا لهذه الرؤية وضعًا وأداءً قام المجلس بتشكيل مجلس استشارى للنقابة يتكون من رؤساء عشرة فروع، أول مرة، وذلك لخلق اتصال وتنسيق دائمين بين فعاليات النقابة العامة، والنقابات الفرعية العشر، وكانت ثمرة هذه الاجتماعات وضع استراتيجية عامة للنقابة فى السنوات الثمانى القادمة رغبة منًّا أن يتحول الاتحاد إلى شريك حقيقى وفاعل فى وضع السياسات الثقافية لمصر، وفى تنفيذها، وفى الإشراف عليها، بصفته بيت الخبرة الثقافى الأكبر فى مصر.

وما خطوات إيصال هذه الأفكار الثقافية إلى المتلقي؟

وافق المجلس على إنشاء (راديو الأدب العربي) ونحن بصدد البدء فى خطوات تنفيذه، وذلك لأهمية الدور التنويرى الذى يجب أن تلعبه النقابة لبث الأدب الجاد والثقافة الإبداعية الجادة من شعر وقصة وترجمة وأدب طفل وخيال علمى وترجمة ومهارات إلقاء وعروض ولغة. كما وافق المجلس على إنشاء (أكاديمية الأدب العربي)، ونحن فى طور وضع مناهجها، مستعينين بنخبة من كبار العلماء والأكاديميين. فضلا عن قيامنا بإنشاء وحدة تلفزيونية تستكمل الآن إعداد (الذاكرة البصرية) لمثقفى مصر وكتابها، وأنتجنا− فعلا− مئة وعشرين فيلما عن مئة وعشرين رائدًا من رواد الإبداع والفكر والثقافة فى مصر. كما انتهينا من وضع (ميثاق الشرف الأدبي) أول مرة فى تاريخ النقابة وسيعرض على الجمعية العمومية القادمة لاعتماده. وقد أكملنا الخطوات المطلوبة كافة لتعديل قانون الاتحاد ليتناسب مع مستجدات الحياة النقابية الجديدة فى النقابات المماثلة لنا، ودفعنا به عن طريق رئيس الوزراء إلى مجلس النواب بما يحقق أحلام الكتاب فى نقابة فكرية قوية ومستقلة. وقد قمنا بتقديمه إلى رئيس الوزراء بعد لقائنا معه فى أغسطس 2018. مر القانون بكل المراحل المطلوبة للتصديق عليه من موافقة رئاسة مجلس الوزراء عليه، مرورا بموافقة وزارة العدل بحضور وزارتى الثقافة والمالية، وإقرار مجلس الدولة، وانتهاء بمناقشاته الجارية فى لجنة الثقافة والإعلام فى مجلس النواب.

د. علاء عبد الهادى رئيس نقابة اتحاد الكتاب