حكايات| كنافة من الصعيد «الجواني».. للمسلمين والأقباط و«ديلفري» للخليج وأوروبا

كنافة من الصعيد «الجواني».. للمسلمين والأقباط و«ديلفري» للخليج وأوروبا
كنافة من الصعيد «الجواني».. للمسلمين والأقباط و«ديلفري» للخليج وأوروبا

كتب: حمد الترهوني 

 

لا تزال الكنافة البلدي تصارع «ثلاثية» كورونا والتكنولوجيا والصنيعية لتحافظ على موقع لها على مدار أيام شهر رمضان.. وهنا في المنيا لا يزال أبناء بني مزار محافظين على تواجدها في رمضان 2021.

 

عم جمال واحد ممن تصدوا للحفاظ على الكنافة البلدي كـ«تراث» قبل أن تكون مصدر دخل، فيفتخر بعمله «كنفاني» منذ 50 عاما في مهنة ورثها أبا عن جد.. «مراتي وعيالي وبناتي بيشتغلوا معايا».

 

منذ أن كان لديه 5 سنوات وقف جمال بين أبيه علي وجده إبراهيم، ليتعلم سر صنعة الكنافة البلدي، وكبر حتى حافظ على محل الأب والجد ليستمر في عمله يوميا منذ العاشرة صباحا وحتى قبل السحور.. وهنا يقول: «بقيت واحد من أقدم بائعي الكنافة البلدي في المنيا». 

 

 

صحيح أن الكنافة البلدي لها زبائنها المداومين على شرائها – بحسب عم جمال - لكن شهر رمضان يكون مختلفًا عن أي شهر آخر؛ حيث يتطلب جهدًا أكبر، لكثافة الإقبال على الشراء لدى زبائن من خارج مصر في جميع دول العالم منها السعودية والإمارات وقطر بالإضافة لبعض الدول الأوربية.

 

اقرأ أيضًا| على الأصل دور.. سر الكنافة البلدي لأصحاب المذاق العالي

 

تعلو نبرة الفخر في صوت الكنفاني جمال حين يقول: «أقوم بإرسال طلبات الكنافة البلدي إلى خارج مصر لجودة بضاعتنا وطعمها المميز.. من الآخر الكنافة البلدي لها طعم تاني.. الزبائن دائما يفضلون شراءها رغم ارتفاع أسعارها». 

 

لا يبخس عم جمال الكنافة المصنعة آليا حقها وانتشارها لكنه يتمسك بأن الكنافة البلدي لها مذاق خاص يعبر عن روحانيات شهر رمضان والزمن الجميل.

 

جنيهان فقط زيادة في سعر الكنافة البلدي التي أصبحت 16 جنيهًا على العكس من العام الماضي حين كان سعرها 14 جنيها، لكنه يرى أن هذه الأسعار لا تعد ارتفاعا كبيرا؛ حيث يرجع الزيادة هذه إلى ارتفاع أسعار الغاز والدقيق والمستلزمات الأخرى.

 

وما يزيد افتخار عم جمال بمهنته و«كنافته» دون الآخرين، أنه ورغم ارتفاع الأسعار فإن الكثيرين من المواطنين المسلمين والأقباط على حد سواء يُقبلون على شرائها خاصة في شهر رمضان.