قبل 28 عاما.. عملية جراحية داخل القطار المقلوب بزفتى

قبل 28 عاما.. عملية جراحية داخل القطار المقلوب بزفتى
قبل 28 عاما.. عملية جراحية داخل القطار المقلوب بزفتى

"ألطف يا رب".. صرخة مصحوبة بتلك الكلمات الثلاث أطلقها عم محمد "عامل التحويلة" وهو يقفز رعبا من مكانه عام 1993، عندما شاهد قطار البضائع يخرج من قضبانه إلى قضبان قطار بنها للركاب الذي كان قادما في المواجهة.


ذهول ورعب وكأنه مشهد مخيف في أحد الأفلام العربية لكن المشهد لم يكن تمثيلا وإنما واقعا مريرا، سرعان ما رسمته دماء الضحايا التي تناثرت على جانبي القضبان، واندفع أهالي زفتى في ملحمة شعبية رائعة لإنقاذ ضحايا قطار الموت. 


ففي مستشفى زفتى العام كانت هناك ملحمة شعبية وطنية أخرى اشترك فيها أهالي البلدة مع طاقم الأطباء والتمريض في المستشفى، كانت هذه هي المرة الأولى التي يتعرض لها المستشفى إلى هذا الكم الكبير من المصابين والضحايا ولكنهم كانوا عند مستوى المسئولية وقدموا صورة مشرفة للمواطنين.


طاقم الأطباء والممرضين الذين سهروا على راحة المرضى واشتركوا في أكثر من عملية جراحية، تحدثوا لـ"أخبار الحوادث" قبل 28 من قلب الحادث؛ حيث قال أحدهم: "استقبل المستشفى عددا كبيرا من المصابين تختلف إصاباتهم بين جروح وكسور وحروق".

 

اقرأ أيضًا| من مصر إلى غزة.. قصة قطار يسير مرة واحدة في السنة


وقتها أيضًا قدم أهالي زفتى والقرى المجاورة لمحة إنسانية عظيمة عندما ساهموا بأكثر من 300 كيس دم من مختلف الفصائل وعدد كبير من خيوط القطن والشاش وجمعوا مبالغ مالية كبيرة لأهالي المصابين والضحايا وكذلك منهم من قدم الوجبات والطعام للمصابين وكانوا يقفون في انتظار أي طلب.

 

أما نادية رئيسة طاقم التمريض آنذاك بالمستشفى فقالت إن "الحادث بشع وأول مرة تتعرض فيه المستشفى لمثل هذا الموقف ولكن الكل وقف يدا واحدة لا نبالي بالتعب والإرهاق الذي أصابنا".

 

وأخيرًا قالت حنان وهي إحدى الممرضات: "لقد ساهمت مع الدكتور في إجراء العملية الجراحية للطالب الذي انحشرت قدماه في القطار وقد أعددنا غرفة عمليات فعلا داخل القطار وقمنا بتخدير المصاب ثم إجراء العملية في وقت قياسي".

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم