ماري منيب.. مأساة «كوميديانة» ارتبطت بزوج شقيقتها 

ماري منيب.. مأساة «كوميديانة» ارتبطت بزوج شقيقتها 
ماري منيب.. مأساة «كوميديانة» ارتبطت بزوج شقيقتها 

تضحيات الأمومة لا تنتهي ستظل دائما رمزا لأجمل عاطفة خلقت في هذا العالم، العاطفة الكبيرة التي تحضن ما حملته الأرحام طوال تسعة أشهر وما حملته الأذرع من أبناء يكبرون بدورهم ليصبحوا آباء وأمهات.


 
قصة ماري منيب مع الأمومة تلتقي مع الكثير من قصص تضحيات ست الحبايب؛ حيث تزوجت صغيرة من الممثل فوزي الجزايرلي الذي جعل منها بريمادونة فرقته.

 

وعاد الزوج يوما ليطلب من زوجته أن تعد له حقيبة السفر، وسألته إلى أين؟ فكانت الإجابة تركها وحيدة مع طفليها يواجهون المستقبل بلا عائل أو مورد.


 
سافرت ماري منيب إلى القاهرة واستقرت في شبرا، وبدأ الصراع مع الفقر حتى باعت الأم سريرها آخر قطعة أثاث بقيت في المنزل بـ4 جنيهات لتسدد مصاريف المدرسة، وبعد فترة استطاعت ماري منيب أن تجد عملا في الفرق الفنية.

 

واستقرت الأسرة على مورد الأم التي شهرت إسلامها، وفجأة توفيت شقيقة ماري منيب الوحيدة وتركت طفلين صغيرين (ظافر وكوثر)، وهنا نبتت فكرة زواجها من زوج شقيقتها المتوفاة حتى لا تدخل المنزل امرأة أب غريبة تقسو على الأبناء، ووافقت ماري منيب بعد إلحاح أبنائها.


 
وفي كل يوم جمعة يجتمع في منزل شبرا الأولاد والأحفاد حول ست الحبايب يملئون الجو حولها بالصخب والضجيج،  وفي كل عيد أم يحتفلون بها ويقدمون هدايا على رأسها فناجين نادرة للقهوة، الشراب المفضل لدى ماري منيب.

 

ودعت حياتها فجأة ورحلت إلى عالم الطمأنية والسكون في هدوء وهي في كامل صحتها على فراشها في بيتها بشبرا.. لا يزال الحديث ممتدا عن الفنانة أمينة عبدالسلام التي يعرفها جمهورها باسم ماري منيب.

 

كانت ماري تقدم آخر أدوارها الفنية في مسرحية «خلف الحبايب» دون أن تعلم أن هذا هو آخر بطولة ستلعبها، وكعادتها طلت على جمهورها بابتسامتها المعهودة وهي على خشبة المسرح تؤدي، وبعد أن استدل الستار وودعت جمهورها.

 

 أخذها نجلها بديع في سيارة أجرة إلى منزلهم بشبرا، وتناولا العشاء معا ودخلت لحجرتها لتنام، وكالعادة فى الساعة السادسة صباحا دخل عليها بديع ليعطيها «حقنة الأنسولين» فاكتشف أنها «فارقت الحياة»، بحسب ما نشرته جريدة الأخبار في 1969.

 

وهكذا في هدوء وبلاء مقدمات ودعت ماري منيب جمهورها الذي أضحكته على المسرح والإذاعة والتليفزيون ليصدم كل من حضر مشاهدة مسرحيتها «خلف الحبايب» من هذا الخبر.

 

اقرأ أيضًا| حقنة الأنسولين والساعات الأخيرة في حياة ماري منيب

 

بدأت ماري منيب حياتها الفنية في «مدرسة الريحاني» وتعلمت منه أن تبذل كل طاقتها الفنية في أدوارها الصغيرة مثل الأدوار الكبيرة، وقدمت أكثر من 100 فيلم.

 

قال عنها الكاتب عبدالفتاح البارودي: «إنها كانت تؤدي بالضحك.. رسالة فنية». وكانت أول بطولة لها في مسرحية «إلا خمسة» حيث كانت نقطة تحول إلى البطولة المطلقة.

 

واستطاعت بإعجازها الفني أن تحول «الأدوار المكروهة» إلى أدوار محبوبة، فصنعت من دور الحماة والأرملة.. أدوار ضاحكة أحبها الجمهور فيها، بينما حياتها على المسرح كانت تختلف كليا عن دورها في الحياة .

 

فقد كانت أم رحيمة شديدة العطف.. وزوجة مثالية.. وحماة يتمثل فيها العطف والحب وروح الأم.. وكان لها أمنية واحدة في حياتها كانت ترددها أنها ترغب أن تموت وهي تعمل وهي في عز مجدها الفني وفي كامل صحتها.

 

واستجابت الأقدار لها وتحققت أمنيتها في الحياة فماتت في عز مجدها الفني وعز شبابها المسرحي وخرجت من المسرح إلى مثواها الأخير، واليوم تحيط بها قلوب الملايين الذين أحبوا فنها وبادلوها الحب والضحك والدموع.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا