حكايات| عبدالفتاح يعقوب.. من «أُمي» لمدير فرع محو الأمية بالفيوم

عبدالفتاح يعقوب.. من «بصمجي» لمدير فرعة محو الأمية بالفيوم
عبدالفتاح يعقوب.. من «بصمجي» لمدير فرعة محو الأمية بالفيوم

لم يكن يتوقع عبدالفتاح يعقوب صاحب الـ 59 عاما ابن قرية منية الحيط التابعة لمركز إطسا بالفيوم، أن يصبح مديرا لفرع هيئة محو الأمية في أول مكان تم تعيينه "عاملا للخدمات" لا يجيد القراءة والكتابة.

 

بالصدفة بدأ يعقوب الإمساك لأول مرة القلم وعمره 34 عاما، أثناء افتتاح الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار عام 1994 وتقدم وقتها لشغل وظيفة عامل خدمات معاونة، ولكي يستمر في عمله كان لابد وأن يحصل على شهادة محو الأمية، الحلم الذي ظل يراوده طوال سنوات عمره بسبب ظروفه الأسرية الصعبة، التي منعته من التعليم، ثم يحصل على شهادة محو الأمية.

 

تدرج عبدالفتاح في التعليم حتى حصل على بكالويورس الخدمة الاجتماعية وحصل على دبلومتين، وحاليا يستعد لتمهيدي الماجستير، بعد أن أصبح يدير الهيئة التي بدأ العمل فيها عاملا.. قصة كفاح يحتذى بها صاحبها قضى معظم عمره في البحث عن ذاته حتى حقق ما أراد.

 

 

يقول عبدالفتاح يعقوب عبدالصمد (59 عاما - مدير فرع هيئة محو الأمية وتعليم الكبار بمركز إطسا): "ولدت لأسرة فقيرة والدي لم يتمكن من إلحاقي بالتعليم حتى فاتني قطار التعليم الذي كان يراودني دائما، حتى وصلت إلى سن 21 عاما.. بحثت كثيرا عن عمل ولم أجد بسبب أميتي".

 

ويروي: "تمنيت التعلم وبدأت عن طريق معلم لغة عربية يدعى عبدالمنعم عبده كان يقوم بالتدريس ليلا لمن لا يجيد القراءة والكتابة في زمن الكلوبات؛ حيث كانت لا توجد إضاءة في قريتنا وتشكلت لدي ملامح القراءة والكتابة، وفيس عام 1994 ومع بداية عمل الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، تقدمت لشغل وظيفة عامل خدمات معاونة، ومع بداية استلامي العمل في أول يوم طالبوني بالحصول على شهادة محو الامية وهي تعادل الشهادة الابتدائية وتقدمت للامتحان وبالفعل حصلت على الشهادة".

 

ويتابع: "لم أشعر بفرحة في حياتي مثلما شعرت عندما حصلت على الشهادة الابتدائية وأصبحت أجيد القراءة والكتابة التي حُرمت منها لمدة 34 سنة"، مشيرًا إلى أنه التحق بالشهادة الإعدادية وحصل عليها، والتحقت بالمدرسة الثانوية التجارية وحصلت عليها عام 2001، وبعدها التحقت بالثانوية العامة وعقب حصولي عليها عام 2005 تقدمت بطلب للتسوية الوظيفية بدلا من كوني عامل خدمات معاونة".

 

 

وبالفعل تم ترقيته ليصبح كاتب رابع داخل الهيئة ومندوب صرف مركز إطسا، والتحق بكلية الخدمة الاجتماعية وحصل على البكالوريوس عام 2014 بتقدير عام جيد، وتغير مسار العمل بالنسبة له ليتم ترقيته من كاتب رابع إلى أخصائي تنمية إدارية، ثم رئيسا للقسم داخل الهيئة.

 

عقب ذلك التحق بالدبلومة العامة في التربية المقارنة وحصل عليها، ثم نال الدبلومة المهنية عام 2016، وتقدم مرة أخرى للتسوية بمؤهلاته الجديدة وتم صرف علاوة التميز العلمي له، وتم عقد لجنة شئون عاملين داخل الهيئة ليصدر قرار تعيينه مديرا لفرع هيئة محو الأمية وتعليم الكبار بمركز إطسا بالكامل عام 2017 وحتى تاريخه.

 

أما قرار توليه الهيئة فهو من أسعد القرارات في حياته بالكامل؛ حيث يقول: "لم أكن أتخيل أبدا أن أبدأ عاملا ثم ينتهي بي المطاف لأترأس الهيئة التي بدأت فيها من الصفر ليس هذا فحسب بل إن الهيئة التي أديرها تحصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في تحقيق المستهدف العام والنظام في العمل".

 

 

ولا يزال عبدالفتاح يعقوب يحتفظ بطموح كبير في الحصول على الماجستير والدكتوراه، رغم أنه متبقي له عام على بلوغ سن المعاش، قائلا: "العلم لا يقاس بالسن والطموح حلم مشروع للجميع".