قبل أسبوع من الانتخابات.. كيف يبدو المشهد السياسي في إسرائيل؟

أبرز المتنافسين في الانتخابات
أبرز المتنافسين في الانتخابات

لا صوت يعلو في إسرائيل فوق صوت الانتخابات التشريعية للكنيست الرابع والعشرين، والمقرر عقدها بعد أسبوعٍ واحدٍ، في 23 مارس الجاري.

وبدأ الناخبون الإسرائيليون يعدون العدة لرابع مرة يذهبون فيها إلى صناديق الاقتراع في غضون عامين، بعد ثلاثة استحقاقات متتالية أخيرة، خلال 9 أبريل 2019 و17 سبتمبر من نفس العام و2 مارس من العام الماضي.

ولم تسفر الاستحقاقات الثلاثة الماضية عن عن نتائج واضحة حول هوية الائتلاف الفائز بالانتخابات التشريعية، مما جعل تشكيل الحكومةً معقدًا، كما جعل الحكومة الإسرائيلية دائمة مهددة بفعل الخلافات الداخلية بين شركاء الائتلاف الحاكم، وهو ما أفضى إلى الذهاب نحو انتخابات رابعة.

وتتنافس 39 قائمة انتخابية في السباق نحو مقاعد الكنيست، البالغ عددها 120 مقعدًا، لكن الأكثرية من هذه القوائم لن تتمكن من الحصول على أية مقاعد داخل الكنيست بسبب نسبة الحسم، التي تبلغ 3.25%.

وينبغي لأية قائمة انتخابية أن تحظى على أقل تقدير بنسبة تصويتٍ تبلغ 3.25% من إجمالي المصوتين، وأي قائمة انتخابية لا تتجاوز هذه النسبة لن تحظى بأي مقعدٍ داخل الكنيست.

كما أن الحزب أو التحالف الانتخابي يجب أن يحظى بدعم 61 نائبًا من أصل 120 داخل الكنيست (نسبة الـ"50%+1")، كي يتمكن من تشكيل الحكومة الجديدة.

والوصول إلى ذلك الرقم الذهبي، البالغ 61 مقعدًا، داخل الكنيست ليس بالأمر الهين، بل إنه السبب الرئيسي في تتابع الاستحقاقات الانتخابية في إسرائيل لتصل إلى المحطة الرابعة في ظرف سنتين.

مشهد معقد

وفي غضون ذلك، يقول أيمن الرقب، الخبير في الشئون الإسرائيلية، إن مشهد الانتخابات في داخل دولة الاحتلال أكثر تعقيدًا من الانتخابات الماضية، على الرغم من أن اليمين يتوقع أن يحصل على الأغلبية، لكن نتيجة انقسام اليمين على بعضه سيكون من الصعب الحديث عن أن اليمين موحد.

ويضيف الرقب، في تصريحاتٍ لـ"بوابة أخبار اليوم"، "لدينا قائمة الليكود استطلاعات الرأي تعطيها في أحسن الأحوال 28 مقعدًا، يليها حزب "يش عتيد"، الذي يقوده يائير لابيد، يعطيه المشهد 20 مقعدًا، وهو مخالف تمامًا لنتنياهو، ثم حزب "أمل جديد" بزعامة جدعون ساعر، في أحسن أحواله سيحصل على 15 مقعدًا، وهو لن يتحالف مع نتنياهو بشكلٍ أو بآخر، ثم يأتي بعد ذلك حزب يمينا، الذي يقوده نفتالي بينيت، وهو أعلن أنه لن يعطي نتنياهو لكنه قد يتراجع".

ويتابع: "ثم يأتي بعد ذلك أحزاب القائمة العربية ويهودية التوارة وشاس وإسرائيل بيتنا، وكل هذه الأحزاب تقريبًا متساوية من 7 إلى 8 مقاعد، ثم الصهيونية الدينية وحزب ميرتس وحزب العمل وحزب أزرق أبيض في متوسط 5 مقاعد، ثم بعد ذلك قائمة منصور عباس العربية، التي انقسمت عن القائمة العربية المشتركة".

صعوبات في وجه نتنياهو

ويوضح الرقب أن المشهد يقول إن نتنياهو سيصعب عليه تشكيل حكومة من أحزاب الليكود ويهودية التوارة وشاس، والتي بقيت من تكتل "البلوك" كما كان يسميه حزب الليكود، لأن إجمالي ما سيحصلون عليه في أحسن الأحوال 45 مقعدًا، ثم مع الصهيونية الدينية سيكون الحديث عن 50 مقعدًا، وسيبقى نتنياهو بحاجة إلى 11 مقعدًا آخر، فإن وافق بينيت على المشاركة في الائتلاف فسيكون نتنياهو بمقدوره تشكيل الحكومة في هذه الحالة بأغلبية صغيرة قرابة 61 أو 62 مقعدًا.

ويستطرد قائلًا: "لكن إن رفض نفتالي بينيت فستكون الأمور صعبة أمام نتنياهو، وإن ذهب جدعون ساعر نحو تشكيل ائتلاف مع بينيت وليبرمان بعيدًا عن لابيد، لكن لن يكون بمقدور الأحزاب الثلاثة تشكيل الحكومة، لأنه في أحسن الأحوال ستحصل هذه الأحزاب على 40 مقعدًا، وستحتاج في هذه الحالة لحزب «يش عتيد» لدعم هذا الائتلاف، وتكون كتلة «لا نتنياهو» هي الأكثر".

ويختتم الخبير في الشئون الإسرائيلية قائلًا: "أتوقع أن يحدث تغير بعد أن تضع الانتخابات أوزارها من قبل أحزاب اليمين، فقد نجد نفتالي بينيت يؤيد نتنياهو مقابل ابتزاز في عدد المقاعد والحالة السياسية، وقد نجد جدعون ساعر، الذي يرفع شعار «لا نتنياهو» يتحالف معه، وأعتقد أن نتنياهو قادر أن يصل لذلك".