الإنفجار السكاني|  17% تراجع في استخدام وسائل تنظيم الأسرة

عيادة تنظيم الأسرة
عيادة تنظيم الأسرة

الزيادة السكانية مشكلة كبيرة تواجه المجتمع المصري، فهي تعمل على تآكل أشكال التنمية  في المجتمع، وتلتهم الآثار الإيجابية لأى تطور، على مدار سنوات طويلة المطالبات مستمرة للحد من الزيادة السكانية، حتي بلغت عدد السكان 101 مليون نسمة، ووفقًا لمرصد السكان فالتوقعات تؤكد أننا بحلول 2050 قد نزيد 70 مليون نسمة ولو سرنا علي خطط محكمة للتنظيم سنصل إلى 45 مليون نسمة.

خطط عديدة وضعتها الحكومات المتعاقبة لرفع الوعي بمخاطر الانفجار السكاني، ولكن جميعها رهن وعي المواطن  ولعل حملة  «2 كفاية» التى أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعى منذ عام 2019 ومستمرة حتى الآن، تمثل نموذجًا ناجحًا في رفع الوعي بمخاطر زيادة الإنجاب وحققت نتيجة إيجابية واضحة، وكانت هناك استجابة من قبل السيدات المستهدفات، وأيضا أزواجهم.

الدكتور عمرو حسن مقرر المجلس القومى للسكان السابق وأستاذ مساعد النساء والتوليد والعقم بقصر العينى، قال إن برنامج «2 كفاية» مهم جدا ويحقق نجاحا، ولكن نحتاج للتوسع الأكبر، فكرة برنامج «2 كفاية» مقسم على جزئين، الأول عبارة عن حملة إعلامية للتوعية، ولابد من الاستمرار، والجزء الآخر هو تجهيز عيادات تنظيم الأسرة، وبالفعل وصلوا لتجهيز عددمن العيادات لا بأس به، ولكن يحتاج للزيادة، لأن احتياجنا فى مصر كبير.

وأكد حسن قائلا: «لدينا1250 وحدة لا يوجد بها طبيب و3183 منطقة محرومة، تشمل المناطق المحرومة من الخدمة والتي يبلغ عددها 3 آلاف نسمة أو أكثر و تبعد عن أقرب وحدة صحية ثلاثة كيلومترات، ولا يتوافر بها منفذ لتقديم خدمات تنظيم الأسرة، و أيضا التي بها وحدات صحية ولا يوجد بها أطباء وتعتبر منطقة محرومة لحين توافر أطباء مدربين»، مضيفا أن مشروع «2 كفاية» يقدم يد العون لوزارة الصحة ويساعد فى تحسين الخدمة، فهى فكرة عبقرية، ودور وزارة التضامن كبير ومهم، ولكن لابد من وجود تكامل بين كافة الوزارت، لأن قضية الزيادة السكانية ليست قضية وزارة واحدة.

وقال مقرر المجلس القومى للسكان السابق، إن البرنامج بدأ فى أكثر المحافظات فقرا، والأعلى فى نسبة الأمية والتسرب من التعليم، والأقل فى استخدام وسائل منع الحمل، وهى الأكثر خصوبة، لذلك كان مهم أن يكون البرنامج في تلك المحافظات، وبالتالى لحل القضية لابد من توفير الإمكانيات في المحافظات التي تحتاج للخدمات والتوعية، ومراعاة ثقافة الجمهور.

وأوضح حسن، أن هناك تراجعا فى نسبة استخدام وسائل تنظيم الأسرة طويلة المفعول، طبقا لنتائج المسح السكاني لمصر 2014، كانت نسب الاعتماد على وسيلة «اللولب» فى آواخر الثمانينات حوالى أربع أضعاف ما كانت عليه فى بدايتها، وزادت بأكثر من النصف فى التسعينات، ليصل مستوى استخدامها 36%.

وأشارت نتائج المسح السكاني الصحي في مصر 2014 إلى أن نسبة استخدام «اللولب» انخفضت من 36 % إلى 30 %، وكان الانخفاض فى استخدام «اللولب» قابله ارتفاع فى معدل استخدام الحبوب إلى 16 % في 2014.

وطبقًا للمسح السكاني الأخير في مصر فى 2014 والذي تم الإعلان عنه فى  مايو 2015 كان معدل الانقطاع عن استخدام الأقراص فى أول سنة 41%، إنما اللولب معدل الانقطاع عنه فى أول سنة 14%، وبذلك لابد من التوجه للوسيلة التى يكون فيها معدل الانقطاع قليل.

وأكد ضرورة تفعيل دور وسائل الإعلام فى التوعية، من خلال الحديث المباشر مع السيدات وتعريفهن بالوسائل الآمنة، والحديث عن وسائل منع الحمل، من قبل أطباء النساء والتوليد والرد على تساؤلات السيدات.

وأشار إلى أنه طبقا لمكتب المرجع السكانى (population Reference Bureau) هناك أكثر من 8 دول فى العالم متوقع أن يحدث بها زيادة سكانية من 2018 إلى 2050، وهم (106) باكستان، و(131.6) جمهورية الكونغو الديمقراطية، و(214.7) نيجيريا، و(308.8) الهند، و(61.6) الولايات المتحدة الأمريكية، و(69.5) مصر، و(79 ) تنزانيا، و83.4 أثيوبيا.