حكايات| الجن في بيوت المصريين «لصوص لكن ظرفاء».. نضارات وملابس داخلية

 الجن في بيوت المصريين «لصوص لكن ظرفاء».. نضارات وملابس داخلية
الجن في بيوت المصريين «لصوص لكن ظرفاء».. نضارات وملابس داخلية

هل سبق لك أن اختفى شيئا منك في غمضة عين ولم تجده؟ هل ادخرت أموالا أو وضعت أشياءً ذات قيمة في مكان ثم لم تجدها في مكانها، هل شكيت في قواك العقلية أو شعرت أن الزهايمر يتسلل لخلايا رأسك؟!

 

على مواقع التواصل الاجتماعي، قصص مرعبة عن اختفاء أموال خزائن مغلقة وبأرقام سرية ومحكمة الغلق، وأخرى عن أشياء وجدها أصحابها منقولة من مكانها ويستغرقون الجهد والوقت الكبير حتى يجدونها، بل إن الملابس تختفي من أماكن تخزينها ولا يجدها أصحاب البيت حتى يشكون في بعضهم البعض.

 

لكن الصدمة ما يتداوله البعض عن وجود كائنات أخرى تعيش على الأرض، يقال عنهم «عمار البيوت»، وهم فئة من الجن تسكن كل بيت، وفي قصص واقعية لسرقة الأشياء واختفاءها تشير إليهم بأصابع الاتهام.

 

مخلوق زينا !

 

إحدى الصفحات النسائية على فيسبوك، طرح الأدمن سؤال: «عمار البيت أخدت منك ايه؟»، لتبدأ مجموعة من الروايات التي تحمل  كوميديا مخيفة عن اختفاء أشياء من مكانها، ويتزايد الحديث عن وجود لصوص من الجن وإن كانوا ظرفاء.

 

اقرأ أيضًا| «بيمسكني وأنا نايمة».. الجن العاشق يهدد مستقبلي

 

أمل عزام روت قصتها قائلة: «صينية فيها أربعة كيلو جزر للتخليل لقينا الصينية فاضية في مكانها، مرة أخرى وضعت بطاقة التموين في جيب جاكت زوجي ولم أجدها وبعد العناء في البحث بدأت في إجراءات استخراج بطاقة جديدة، وعندما استلمتها وجدت القديمة في الجاكت».

 

أما محاسن محمود فذكرت: «ملابس داخلية سن 3 سنين، ومرة أخرى اشتريت سمك وعجبتني سمكة ملونة وبعد التنظيف والتمليح تركتهم في المطبخ ورجعت ولم أجد السمكة، فقلت بصوت مسموع بالهنا والشفا».

 

وهاجمت نهى فكرة أن الجن يسرق متسائلة هل هذه هي الأمة التي ستنصر سيدنا محمد وتتبع سنته، وتابعت: «رسولنا الكريم قال أول ما تدخلي البيت تقولي بسم الله الرحمن الرحيم الشياطين تأخذ أولادها وتخرج وتقول لا مبيت لنا هنا اليوم».


وردت مريم قائلة: «3 مرات أخذوا منى 200 جنيه يعني الحصيلة إلى الآن 600 جنيه، أتركهم في الدولاب في مكان معين وعندما أبحث عنهم لا أجدهم ولا يوجد أحد معي بالبيت».

 

بينما كتبت أمينة: «كل ذلك كلام ليس له أصل في الشرع ويدل على جهل ومخالفة صريحة للقرآن والسنة والمفروض تكون نصرتنا لسيدنا محمد هي اتباع سنته ونشرها أول ما بندخل البيت بنقول بسم الله السلام عليكم فبيخرج كل شيطان أو جان لأنه بإلقاء السلام فمش بيكون ليهم طعام أو مبيت ده اللى نعرفه من دينا وسنة نبينا صل الله عليه وسلم».

 

اقرأ أيضًا|  زوجة لثلاثة رجال «معًا».. أحتاج اهتمام كل واحد فيهم

 

لكن علياء كان لها رأي أكثر صدمة: «غريبة إن فيه ناس خايفة ده.. مخلوق زينا وموجود ويجب التصديق بيه عادي جدا بس أوعى تخاف وما تنساش إن ربنا أكرمنا وهما سجدوا لينا، لما نيجي ننام ننفض السرير أو ملاية ونسمي 3 مرات، لما ندخل بيت وحتى ما فيش حد نسلم على نفسنا السلام عليكم، لما ندخل الحمام أعوذ بالله من الخبث والخبائث وغيرها من الأدعية والأذكار صباحا ومساء، ده مش خرفات لازم نأمن بوجود الجن ده فرض علينا وعايشين معانا».

 

وكتبت ليلى: «بعد ما نشرت الغسيل وضعت الطبق في وسط الصالة وقدام عيني ما لقتهوش من2017 حتى الآن بسال هو ممكن يتاخد صح».

 

وقالت ريم: «إسورتين دهب من إيدي وقعت من على كرسي دخت صحيت ما لقتهمش في ايدي وكنت قافلة عليا باب أوضتي بالمفتاح».

 

 

وعلق حساب آخر، قائلا: «أنا بقي أخدوا مني خاتم دهب كبير وسلسلة بنتي صغيرة وحاجات تانية كتييير ولسه البقية تأتي ولما راحوا الخاتم والسلسلة ما كنش في حد فالبيت.. أنا مش زعلانة عليها أنا بس زعلانة إن لما أزعل أو أعيط على الحاجة مش بصعب عليهم».

 

وكتبت سجدة: «هما عندنا من عشاق النضارات وما شاء الله البيت كله لابس نضارات ياخدوا دي دي تظهر دي تظهر دي تختفي وممكن تختفي لحد ما تعملي واحده جديدة تلاقي القديمة ظاهره ليك من غير ما تدوري والدبل الفضة كمان».

 

مفاجأة دار الإفتاء

 

دار الإفتاء المصرية بدورها حسمت الأمر في تعليق لـ«بوابة أخبار اليوم»، حيث قالت: «نعم الجن منهم من يسرق، مستدلة بما قاله العلامة ابن حجر العسقلاني - رحمه الله تعالى - في كتابه فتح الباري: (وَأَنَّ الْجِنَّ يَأْكُلُونَ مِنْ طَعَامِ الْإِنْسِ وَأَنَّهُمْ يَظْهَرُونَ لِلْإِنْسِ لَكِنْ بِالشَّرْطِ الْمَذْكُورِ وَأَنَّهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِكَلَامِ الْإِنْسِ وَأَنَّهُمْ يَسْرِقُونَ وَيَخْدَعُونَ)».


وفي توضيحها ذكرت دار الإفتاء: «الإنسان الذي يحافظ على ذكر الله يعصمه الله من كل مكروه»، موضحة أنه قد جاء الوعد بالحفظ للذاكر من كل مكروه من النبي -صلى الله عليه وسلم-، فعن عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ -رضي الله عنه- قال: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ)، أخرجه الترمذي في سننه. 

 

لكن الإفتاء تؤكد ضرورة عدم الاستسلام لهذه الأمور فـ«العقلية العلمية هي التي ترجع الظواهر إلى أسبابها العلمية بالاستناد إلى الأدلة والبراهين، وعقلية الخرافة هي التي لا ترجع الظواهر لأسبابها الحقيقية، وإنما ترجم بالغيب ولا تستند إلى البراهين». 

 

وينبغي أن يكون المسلم صاحب عقلية علمية تؤهله لعبادة الله تعالى، وعمارة الأرض، وتزكية النفس، ولا ينساق وراء عقلية الخرافة التي تقوم على الأوهام والظنون، ولا تستند إلى أدلة وبراهين، وقد كثر في زماننا هذا بين المسلمين شيوع عقلية الخرافة، وانتشر إرجاع أسباب تأخر الرزق وغير ذلك من ابتلاءات إلى السحر والحسد ونحو ذلك.

 

لكن الصواب هو البحث في الأسباب المنطقية والحقيقية وراء هذه الظواهر ومحاولة التغلب عليها بقانون الأسباب الذي أقام الله عليه مصالح العباد، وعلى المسلم أن يستعين بالله في ذلك، كما ينبغي عليه أن يزيد من جانب الإيمان بالله والرضا بما قسمه الله له. 


ولا يعني كلام «الإفتاء» إنكار السحر والحسد، فإنه لا يسع مسلما أن ينكرهما فقد أخبرنا بوجودهما الله –سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم، ورسوله -صلى الله عليه وسلم- في سنته الشريفة، ولكن المنكر هو الإسراف في ذلك حتى غدا أغلب من يزعمون أنهم يعالجون من السحر من المدعين المشعوذين المرتزقة، وأغلب من يظنون أنهم من المسحورين هم من الموهومين. 

 

وتختتم الإفتاء ردها بالقول: «على كل حال من لم يجد مبررا منطقيا لما يحدث له، وغلب على ظنه أنه مسحور أو نحوه، فليتعامل مع ذلك بالرقى المباحة والتعوذ المشروع، كالفاتحة، والمعوذتين، والاستعاذة المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو غير المأثورة التي لا تتعارض مع أدب الدعاء والذكر، والله تعالى أعلى وأعلم».