«سلك في البحر».. أغرب قضية تجسس لفنان بالإسكندرية 

الفنان الراحل السيد بدير- أرشيف أخبار اليوم
الفنان الراحل السيد بدير- أرشيف أخبار اليوم

كتب: أحمد صبحي 


فنان متكامل من الدرجة الأولى متعدد المواهب؛ حيث قام بالكتابة والتأليف والإخراج وقام بالتمثيل أيضًا في بعض الأعمال التي ظلت علامة بارزة في عقولنا حتى الآن.


 
ولد السيد بدير في 11 يناير عام 1916 بمحافظة الشرقية وقد حصل على شهادة البكالوريا في عام 1932 والتحق بكلية الطب البيطري لكنه تركها من أجل الفن.

 

بدأت موهبته في خلال الثانوية عندما التحق بمسرح المدرسة وتنبأ له أساتذته بشان كبير في عالم الفن، ومنها إلى مسرح الجامعة حتى التحق بالإذاعة ومنها إلى السينما. 

 

كان فيلم "تيتاونج" عام 1937 هو أول فيلم يؤلفه ويشارك فيه بالتمثيل مع الفنان حسين صدقي  واتبعه بفيلم "شيء من لا شيء" مع الفنان عبد الغنى السيد ومن هنا التفت إلى موهبته المخرج صلاح أبو سيف، فطلب منه كتابة سيناريو وحوار فيلم ''دايما في قلبي بطولة الفنان عماد حمدي وعقيلة راتب''.

 

وكانت شخصية عبدالموجود كبير الرحيمية ذات الملامح الطفولية والجسد الضخم  التي أسندها إليه المخرج عباس كامل هي الانطلاقة الحقيقية ومعرفة الجمهور به، وفي حقبة الخمسينيات قدم عددا من الأفلام البارزة من تأليفه مثل جعلوني مجرما، رصيف نمرة خمسة، بياعة الخبز.

 

أكثر من 400 مسرحية وما يقرب من 198 ما بين إنتاج وتأليف وإخراج هو حصيلة الفنان السيد بدير من الأعمال الفنية المتميزة.


وعن تجربة الإخراج كان من خلال مسرحية صاحب الجلالة ثم توالت أعماله الإخراجية مثل أرملة ليلة الزفاف ،ادم والنساء، 5 شارع الحبايب. 

 

وقد فاز عام 1957 بوسام الجمهورية وتوالت نجاحاته الفنية في الستينيات والسبعينيات أيضا ففاز بجائزة الدولة للجدارة الفنية عام 1977 ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1986 وغيره.

 

وفي أحد مهامه الفنية سافر السيد بدير إلى الإسكندرية ومعه مهندس الصوت لتسجيل صوت أمواج البحر على الكورنيش للاستعانة به في أحد برامج الإذاعة. 

 

وعندما بدأ في التسجيل وألفى بطرف الأسلاك على الشاطئ رآه أحد المواطنين وأعتقد بأنه جاسوس يتصل بإحدى الدول الأجنبية باللاسلكي وأسرع إلى أقرب نقطة بوليس وقدم بلاغا ليحكي فيه ما رآه فقامت على الفور فرقة من رجال البوليس وألقت القبض على السيد بدير لوحده بعد أن غادر مهندس الصوت لشراء بعض الأشياء.


  
وقد وزعت نشرة بأوصاف زميله مهندس الصوت على أنه هارب ومطلوب القبض عليه وفي التحقيق تبين أن الجهاز مخصص لتلك الأعمال الفنية وتم الإفراج عنهما بعد أن اتضحت الحقيقة، حسب ما نشرته مجلة آخر ساعة عام 1953.

 

وبمجرد وصولهم إلى القاهرة تم القبض عليهم مرة أخرى لعدم نشر رجال البوليس نشرة ببراءتهم من التهمة المنسوبة إليهما.