أطفال «السوشيال ميديا».. «سبوبة» أهاليهم

الطفل محمد ووالده
الطفل محمد ووالده

أب ينشر «خناقة رومانسية» بين تلميذين.. وعلم الاجتماع : التفاهة أصبحت شعار « السوشيالجية»

أصبحت ظاهرة استخدام الأطفال من قبل ذويهم لتحقيق أرباح عبر يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعى تمثل إشكالية كبيرة فى المجتمع المصرى، وذلك بسبب سعى العديد منهم لـ»ركوب التريند» واللهث خلف الربح السريع، حيث شهدت مواقع التواصل الاجتماعى مؤخرا سعى العديد من الآباء للتجرد من مشاعر الأبوة واستغلال أطفالهم والتشهير بهم من خلال نشر مقاطع فيديو لمقاطع فى حياتهم اليومية تخترق خصوصية الأطفال فى مواقف مثيرة للضحك وأخرى تسعى استعطاف المشاهدين.

وتسبب ذلك فى أن يصبح الطفل «سبوبة» لتحقيق ربح من المشاهدات؛ حيث انتهكت السوشيال ميديا حياة الأطفال واستغلت وقتهم وبراءتهم فى أجمل أوقات حياتهم ليكون سببا لجنى الأموال لوالديه.

وساهمت التطبيقات كـ «التيك توك» أيضا فى المتاجرة بالطفل وفتح طريق جديد على الأهالى لزيادة كسب المال والشهرة على حساب الأطفال، وهم لا يدركون أن ذلك ينتهك حقوقية الطفل فى أن يعيش حياته بشكل طبيعى كغيره من الأطفال؛ فقد حقق العديد من الآباء ممن سلكوا نفس الطريق الجديدة بمشاركة أطفالهم، الملايين والثروة من خلال استغلال الطفل وتعليمه أن يتقن الدور أمام الكاميرا والإعادة مراراً وتكراراً، مما جعل البعض يتهم الأهل أنهم يلفقون الحوارات والمشاهد مع أولادهم.

نبدأ ممن أثار الضجة من جديد، نبدأ من النهاية، عندما قرر والد أحد الأطفال أن ينشر مقاطع فيديو لابنه «محمد» يعبر فيها عن حبه لزميلته فى المدرسة، كما عبرالطفل محمد عن استيائه من منافسة صديقه «ياسين» على من ينال قلب بسنت؛ وانتشر عدد من مقاطع فيديو للطفل محمد والبالغ من العمر ست سنوات بالاشتراك مع والده وأخته «مى» تحت عناوين مرحة لجذب أكبر قاعدة من الجمهور مثل «ياسين راح يخطب بسنت»، و»خناقة بسنت ومحمد»، و»ياسين كسر سنان محمد واللى هيقرب من بسنت هخزقله عينه»؛ وتفاعل السوشيالجية مع القصة عبر تويتر من خلال هاشتاج #بسنت_محمد_ياسين، كما عبر البعض بسخرية عن قصة الحب بأنها أفضل قصة حب فى 2020 والبعض كان يرى أنه انتهاك من قبل الأسرة لخصوصية الطفل؛ فعلق أحد النشطاء على الموضوع: «ارحموا عيالكم من التصوير مشاعرهم مش للفرجة واللعب بحياتهم الشخصية «.


استغلال الأبناء

وليست هذه هى الواقعة الأولى وبل سبقتها واقعة محمد وبسنت لاستغلال الآباء والأمهات لأطفالهم على السوشال ميديا، فقد سبقهم عديد من النماذج ولو عدنا للخلف قليلاً الطفلة إيلين ابنة اليوتيوبرز المهووس بالسوشال ميديا أحمد حسن وزينب، الذين سبق اتهامهم فى عدة قضايا نتيجة تصويرهم لابنتهم منذ لحظة ميلادها؛ كما اشار العديد من الأطباء إلى الأضرار الصحية الناتجة عن تعرض الطفل للسوشال ميديا منها الاكتئاب الذى يولد الشعور بالملل والتوتر وارتفاع حالات الانتحار والأمراض العقلية نتيجة تعلق الطفل الشديد بالسوشال ميديا، هكذا كله ناتج عن جشع الأهالى فى تحصيل الثروة على حساب صحة الطفل ؛ من ناحية أخرى أدان المجلس القومى للطفولة والأمومة، واقعة استغلال طفل من قبل والده وهو مطرب شعبي، بنشر «فيديوهات مسيئة» على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وأعلن المجلس فى بيان له الجمعة الماضية، اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة حيث تقدم ببلاغ لمكتب حماية الطفل بمكتب النائب العام لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذه الواقعة.


وباء ركوب التريند

ويقول د. سعيد صادق أستاذ الاجتماع إن العقوبات الرادعة مهمة جدا للسيطرة على مثل هذه الحالات فأصبح هناك هوس بالسوشيال ميديا وبات وباء ركوب التريند يعشش داخل أدمغة المصريين والتفاهة والهيافة أصبحت شعار السوشيالجية؛ وطالب صادق بأن ينتقى الإعلام الشخصيات فى برامجها ويصدروا نماذج إيجابية للمجتمع فالسوشال ميديا هى المحرك الأساسى لحياتنا، وسلاح ذو حدين،