حوار| رئيس الجالية المصرية بفرنسا: «السيسى» فتح أبواب الخير خلال زيارته لباريس

صالح فرهود
صالح فرهود

- جودة المنتج المصرى وراء إقبال الفرنسيين.. والمغرب منافسنا الوحيد

- التعبئة والتغليف وارتفاع تكاليف النقل أهم معوقات التصدير

بعد حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي في باريس عن زيادة الصادرات المصرية من الخضروات والفاكهة إلى الأسواق الفرنسية، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، كان لزاماً علينا أن نعرف توجهات السوق الفرنسية تجاه السلع المصرية، وما هي المنتجات التي يمكن لمصر أن تصدرها للسوق الفرنسية، والعوائق التي تواجه المصدر المصري لكي يتغلب عليها.

التقينا «صالح فرهود» - رئيس رابطة الجالية المصرية بفرنسا - الذي يلقب بـ «ملك السوق» وطرحنا عليه أسئلة عن التصدير لفرنسا ومعدلاته، وما ستستهم به الزيارة لزيادة معدلات التصدير، وأهم السلع المصرية، وطلب المستهلك الفرنسي عليها، وكيفية التصدير، والدور الذي قامت به الجالية لاستقبال الرئيس باعتباره رئيس رابطة المصرية الحالية، وردود الفعل حول كلامه لدى المسلمين باعتباره رئيس مجلس إدارة مسجد «ستان»، أسئلة كثيرة طرحناها عليه، فإلى التفاصيل:

سألناه كيف تنظر إلى اهتمام الرئيس السيسى بالحديث عن تصدير الخضراوات والفاكهة والمحاصيل الزراعية إلى فرنسا خلال مؤتمره الصحفى بقصر الأليزيه؟

الرئيس السيسي فتح أبواب عدة لمصر، في مجالات كثيرة خلال زيارته لباريس هذه المرة، وكان كل كلامه ينصب على تحقيق مصلحة الدولة المصرية وشعبها، من خلال الاتفاقات التي أجراها مع الجانب الفرنسي، وأتصور أن هذه الزيارة بالتحديد كانت مهمة لمصر في فرنسا بعد أزمة الرسومات المسيئة للرسول، وهو شيء عظيم أن تدعو فرنسا الرئيس السيسي لقصر الأليزيه وتأخذ الزيارة هذا الزخم في الاستقبال والاتفاقات والمشاورات، كذا الاهتمام الإعلامي ومن جانب الفرنسيين أنفسهم، وشاهدنا عظمة مصر تحت قيادة الرئيس، دعني أخبرك أني أعيش في فرنسا منذ 41 سنة، ولم أر في حياتي هنا على الأراضي الفرنسية موكب استقبال مثلما حدث مع الرئيس السيسي هذه المرة.

رأينا كيف رفع الرئيس رأس الإسلام والمسلمين في مصر والعالم كله وأعاد لهم كرامتهم، عندما تحدث عن الإسلام، رافضاً الربط بينه وبين الإرهاب، وضرورة احترام القيم الدينية وعدم الإساءة لمشاعر المسلمين الذين يمثلون أكثر من مليار ونصف مسلم في العالم، رأينا كيف يتحدث ويدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف كان الرد الذي يشرف الدين الإسلامي بعيداً عن المزايدات والعنتريات الكذابة التي تدعيها دولاً أخرى وتشوه الدين الإسلامي، فلم يترك الرئيس مجالاً إلا ونجح في كسب مواقف مؤيدة له فيها.

وما يهمنا هنا هو حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تصدير الحاصلات الزراعية إلى فرنسا وأوروبا بشكل عام وزيادتها خلال الفترة المقبلة، وهنا ينافسنا في مجال تصدير الحاصلات الزراعية بلد واحد، يعمل في مجال التصدير لأوروبا وهي المغرب لأنها قريبة من أوروبا وإسبانيا وهو الأمر الذي يجعل الحاصلات متدفقة بسهولة وبكميات إلى فرنسا، لكن لدينا جودة المحاصيل المصرية التي أصبحت محل طلب المستهلك الفرنسي مثل اللوبيا، المانجو والبرتقال والليمون، ومصر تعتبر أكبر مورد للفراولة إلى فرنسا لأن المناخ لدينا يساعد على ذلك، والرئيس السيسي عندما تحدث مع الرئيس ماكرون حول هذا الموضوع، تأكدنا من أهمية الأراضي التي تم استصلاحها في عهد الرئيس السيسي والعائد من الصادرات لمصر جيد، حيث تم استصلاح مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية في الفترة السابقة جديرة بتصدير منتجات عديدة للسوق الفرنسية والأوروبية بوجه عام.

هل هذا سيزيد من استصلاح الأراضى فى مصر أيضاً ؟

نعم، لأن مركز البحوث الزراعية يعمل في هذا المجال ويجري تجارب، وهناك تطورات لإدخال زراعات جديدة واستزراعها في غير موسمها، مثل المانجو المقزمة، لدينا فرصة لتصدير الحاصلات للسوق الأوروبية بشكل كبير بعد حديث السيسى أهمية وزيادة تصدير المنتجات الزراعية إلى فرنسا، وبالتالي ومع زيادة الطلب على الحاصلات الزراعية من خضر وفاكهة سيكون هناك حاجة لاستصلاح مزيد من المساحات الزراعية الجديدة لسد احتياجات هذه السوق.

وماذا عن تبادل الخبرات والميكنة في هذا المجال؟

في فرنسا وإسبانيا على وجه التحديد، هناك خبرات هندسية على أعلى مستوى في البحوث الزراعية، تسهم هذه الخبرة في إنتاج محاصيل في غير أوقاتها، ومع التقدم في العلاقات التجارية بين مصر وهذه الدول سيزيد من فرص الاستفادة من التقدم الهائل هنا في مجال الميكنة الزراعية الحديثة الموجودة في أوروبا، وخبرات المهندسين ومراكز الأبحاث الزراعية الموجودة في عدد من المعاهد البحثية، لأن مصر لديها مساحات شاسعة من الأراضي التي يمكن استزراعها في المستقبل، الأمر الذي يصبح من الأهمية بمكان جلب الخبرات الزراعية والمدينة والوسائل الحديثة لمصر في إطار التعاون المشترك.

ما أهم الحاصلات الزراعية المصرية التي تأتى للسوق الفرنسى ؟

هناك حاصلات زراعية كثيرة تأتي من مصر للسوق الفرنسي، وعليها إقبال كبير، وكما سبق وأشرت لك، منها البرتقال، الليمون ، الرمان، والمانجو، وهذا هو شهر الفراولة وهي من أجود السلع التي تأتي إلى فرنسا هذا الشهر.

لكن بعض المصدرين يجدون عقبات أمام وصول منتجاتهم السوق الفرنسى.. كيف ستسهم هذه الزيارة في إزالة هذه الصعوبات؟

على الدولة المصرية أن تتدخل في النقل لدعم التصدير، لأن تكلفة النقل عالية وهي من أول وأهم معوقات التصدير لفرنسا، وتحرم سلع كثيرة من الوصول للسوق هنا، قلت إن الدولة التي تنافسنا في تصدير الحاصلات الزراعية هي المغرب وهي تدعم التصدير في مجال النقل، مثلاً بدلاً من أن يتكلف النقل دولار يكون هناك دعم من الدولة للنقل لأن تكلفة النقل عالية، فالبضائع تأتي من مصر بالطيران لبعد المسافة، وبالتالي يدفع المصدر مبالغ كبيرة في النقل وهو ما يعوق عملية التصدير، وفي المقابل المغرب بلد قريب من فرنسا، ومع ذلك تدعم الدولة النقل لتسهل على المصدر توصيل سلعته لفرنسا بسعر يحقق لها المنافسة.

واستطيع أن ألخص الموضوع بأن المسافة بين المغرب وفرنسا قريبة، حيث يتم النقل بعربات النقل الثقيلة المبردة ولا تتكلف الدولة في دعمها ولكن هذا يحقق دخلاً كبيراً للدولة تجني من ورائه مليارات كل عام.

مثلاً : أنا أرسل لوبيا من مصر أبيعها باثنين يورو والمغرب تبيعها بيورو وذلك لارتفاع تكلفة النقل وعدم وجود دعم من جانب الدولة.

ما العوائق التى تواجه المنتج المصرى في طريقه للسوق الفرنسى ؟

أهم العقبات هي التغليف الجيد والمتين، فمن المهم أن تكون التعبئة في كرتونة تحتمل البضاعة الموجودة داخلها، هذه هي أهم العوائق التي نواجهها في التصدير إلى فرنسا، والتي يجب مراعاتها من جانب المصدر المصري.

هل هناك اشتراطات صحية معينة لدخول المنتج المصري إلى فرنسا ؟

نعم هناك اشتراطات صحية ضرورية لدخول البضاعة والحاصلات الزراعية، منها وجود شهادة صحية وبالمواصفات التي تناسب السوق الفرنسية، مثل الحجم والجودة، وهذه من أهم الشروط، كذلك عدم وجود هرمونات في المنتج الزراعي سواء كان خضراوات أم فاكهة.

كيف يمكن فتح أسواق جديدة فى فرنسا ؟

فرنسا لها مناخ يسمح بنمو حاصلات معينة، وبالتالي لا يمكن أن نصدر لهم ما يزرعونه، ولا يمكن أن تصدر كل منتجات مصر طوال العام، لذا فإننا ننظر ما يحتاجه السوق الفرنسية من مصر وفي مواعيده لكي يتم إدخاله إلى هوا، تحتاج مثلاً الفراولة المصرية نصدر السلعة المطلوبة في الوقت المناسب، هذه مسألة في غاية الأهمية مراعاة توقيت التصدير واختيار السلع التي يتم تصديرها.

هل تعطينا خارطة طريق للمصدر المصرى لكى تصل بضاعته للسوق الفرنسي ؟

لابد أن تكون التعبئة جيدة لأن السلعة والجودة لابد أن تحظى بعبوة وغلاف جيد لكي تصل سليمة وتجذب انتباه المستهلك، هذه مسألة في غاية الأهمية، ثم البحث عن مستقبل يتعرف على أولويات احتياجات السوق ويوقع اتفاقات ويبدأ في تصدير منتجاته.

كيف يتعرف على احتياجات السوق الفرنسى ؟

المصدر الذي يرغب في دخول السوق الفرنسية، لابد أن يكون على علاقة بالناس الموجودة هنا في فرنسا ويسلك الطريق السليم من المتطلبات التي يحتاجها سوق الخضراوات والفاكهة هنا، ويعمل المطلوب حول جودة السلعة ولا يمكن أن تكون أن تسير الأمور بالبركة.

الرئيس تحدث خلال مؤتمره الصحفى عن تحقيق معدلات تبادل تجارى عالية بين مصر وفرنسا.. هل تتوقع زيادتها في الفترة المقبلة ؟

طبعاً، وهذه الزيارة كانت مهمة بالنسبة للبلدين من نواحي عديدة، كل رئيس يعرف ماذا يريد لبلده، فرنسا تريد خبرة مصر في مواجهة الإرهاب والاستقرار ومواجهة جماعة الإخوان التي لها دور كبير في إحداث الفتنة بين المسلمين هنا على الأراضي الفرنسية وتفرقتهم، ومصر تحتاج من فرنسا التعاون المشترك في مجالات قالها الرئيس السيسي، لذلك فإن الفترة المقبلة بحسب المشاورات والتفاهمات التي جرت سوف تدفع معدل التبادل التجاري إلى الأمام بشكل يحقق مصلحة الدولة المصرية في المستقبل.

باعتبارك "ملك السوق".. هل الزيارة ستفتح آفاق جديدة وتضع المنتج المصرى فى المنافسة هنا في فرنسا ؟

دعني أقول لك إن هناك منتجات تأتي من مصر مباشرة إلى أكبر المولات التجارية مباشرة مثل  "كارفور" و"أوشان"، والمنتج المصري معروف في الدول الأوروبية بالجودة والمذاق الطيب.

ماذا عن جهود الجالية لاستقبال الرئيس السيسي في هذه الزيارة ؟

لأول مرة نستقبل وتستقبل فرنسا الرسمية بهذا الموكب الكبير الذي لم نشاهده من قبل ورغم الظروف الصعبة وكورونا صممنا وبكل قوة الاتحاد علي استقبال الرئيس، وبعد هذا الاستقبال أقول لكل فرد في الجالية المصرية الآن تعيش في فرنسا "ارفع رأسك فوق إنت مصري".

ما الآثار الإيجابية التي ستترتب في المستقبل على هذه الزيارة من وجهة نظرك ؟

هذه الزيارة مهمة في التوقيت والدلالات، وسيترتب عليها تغيير الفكر الفرنسي تجاه المسلمين والاستعانة بالفكر الأزهري الشريف الذي ينبع منه الدين الإسلامي، وذلك في تكوين وتدريب الأئيمة وستكون مصر حاضرة في فرنسا بالنظر إلى هذه الزيارة واهميتها والاستقبال الذي حظي به الرئيس السيسي.