مع شروق شمس يوم الجمعة من كل أسبوع يخرجون فى مجموعات صوب أسراب المهاجرين حاملين بنادقهم رافعين شعار «ادبح وأحشي».. إنهم هواة صيد البط المهاجر.
فى محافظة الشرقية ومع انتصاف شهر نوفمبر يتوافد صيادو البط إلى المحافظة، ينصبون الفخاخ للطيور المهاجرة هربا من برودة أجواء أوروبا إلى دفء الشرقية.
أكباد والنصر وعنان ثلاث برك تتوافد إليها الطيور المهاجرة تحلق فى عنان السماء بعيدا عن صخب الأرض.. وبمجرد أن يتخذ كل صياد موقعه مختبئا فى «اللبد» يبدأ الشكايرى وهو قائد الصيادين فى إطلاق ندائه السحرى، بصوت يشبه صوت البط والأوز يغرد الشكايرى مستدعيا أسراب الطيور.
الكل متأهب والأصابع لا تفارق الزناد لحظات وتبتلع الطيور الطعم تظهر من بين الغيوم تقترب من الأرض بحثا عن مصدر النداء لتبدأ المعمعة يتبارى الصيادون فى إسقاط أكبر قدر ممكن من البط والأوز والفائز صاحب أبعد تسديدة.
تستمر المعركة، الشكايرى لا يتوقف عن النداء ومجسات البط تجذب الطيور إلى مرمى الصيادين، وحماس الصيادين يزداد التهابا، انتصفت الشمس فى كبد السماء لتعلن انتهاء المعركة، يجمع الصيادون فرائسهم، يبدأون الفرز فى منافسة أخرى الفائز فيها صائد أكثر الأنواع ندرة، بعد معركة حامية تبدأ مرحلة إعداد الوليمة.
الصيادون يبدأون فى تنظيف البط وإعداده للطهى وتحضير وجبة شهية يتناولونها مساء الجمعة على أمل اللقاء فى الجمعة المقبلة لتبدأ المنافسة من جديد، نستعد طوال العام لاستقبال موسم صيد البط، نعد بنادق الصيد وندخر الخرطوش ونجهز خيالات البط ويتولى الشكايرى تنظيف اللبدة، هكذا يستعد عوبد الطحاوى أحد قدامى صيادى البط بالشرقية.
يقول عوبد إن الصيادين ينتظرون موسم الصيد من العام إلى العام ويفرحون بانطلاقه فرحة الأطفال بليلة العيد هواية الملوك وبفخر وتباه يتحدث سامح راجح عن هوايته المفضلة يسترجع الذكريات من التاريخ حيث كانت منطقة العباضة بمركز أبو حماد تحتضن البركة الملكية للملك فاروق وأصدقائه الأمراء والبشوات.
يؤكد سامح أن فاروق لم يكن وحده من حكام مصر يهوى صيد البط فقد كان للسادات لبدة باسمه فى بركة أكباد بمنطقة فاقوس، محافظة الشرقية أحسنت استثمار موسم هجرة البط وحولت البرك التى تقصدها الطيور إلى مزارات سياحية تستقبل هواة صيد البط من مصر وخارجها، تقول د. رشا حسن مديرة إدارة السياحة بالمحافظة إن موسم صيد البط يستلزم استعدادات خاصة لضمان نجاحه وجذب أكبر عدد ممكن من السائحين.
