مزاج المصريين | كثيراً من السجائر والشيشة وقليل من التبغ

فلوس وصحة
فلوس وصحة

 كتب : محمد جمعة

أرقام مفزعة كشفتها إحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء ودراسات المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية حول مزاج المصريين ونفقاتهم على التدخين والمواد المخدرة ومنتجات الشاى والبن حيث تبلغ فاتورة المزاج طبقا لخبراء الاقتصاد  40 مليار جنيه سنويا وهو الرقم الذى يكفى لإنشاء 400 مدرسة كل عام.
وفى الآونة الاخيرة تزايد بشكل ملحوظ عدد المدخنين فى مصر حيث يقدر بــ 17 ٪ من المصريين والأخطر أن نسبة كبيرة من الاطفال فى عمر التسع سنوات انضموا الى قائمة المدخنين الامر الذى ينذر بكوارث صحية واجتماعية واقتصادية تهدد مستقبل الاجيال القادمة.. ومع تنامى أعداد المدخنين والمتعاطين للمواد المخدرة تزيد معدلات الجريمة والعنف حيث أثبتت بعض الدراسات أن تعاطى مخدر  الحشيش الذى يعد اكثر أنواع المخدرات انتشارا تسبب فى %86 من جرائم الاغتصاب و23 ٪ من جرائم القتل و62 ٪ من حوادث الطرق.. وفى الملف التالى تستعرض «أخبار اليوم» الآثار المترتبة على مزاج المصريين.. وإلى التفاصيل:

17٪ من المصريين مدخنون

ينفق المصريون المليارات سنوياً على المكيفات أوما يسمى بـ»المزاج»، ومنها التبغ والدخان، فخلال الربع الأول من العام المالى الجارى -أى خلال 3 أشهر فقط- أعلنت الشركة الشرقية للدخان أنها باعت أكثر من 16 مليار سيجارة فى السوق المصري، بصافى ربح بلغ 1.163 مليار جنيه، حيث ارتفعت إيرادات الشركة خلال الفترة من يوليوحتى سبتمبر 2020 إلى 3.954 مليار جنيه.


وكشفت أحدث دراسة للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أن متوسط الإنفاق السنوى على التدخين - فى عام 2017/2018- للأسرة التى بها أفراد مدخنون بلغ 5795 جنيهاً سنويا، أى حوالى 483 جنيهاً شهريا، وأشارت البيانات إلى أن نسبة المدخنين فى مصر عام 2017/2018 بلغت 17.3% من إجمالى عدد المصريين ممن تتجاوز أعمارهم 15 سنة.


وأوضحت الدراسة أن 86% من المدخنين فى مصر يدمنون السجائر، و13.2% يدخنون الشيشة، بينما يتعاطى التبغ 1% من إجمالى عدد المدخنين.


وأظهرت الدراسة التحليلية التى أجراها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، تحت عنوان: «خصائص المدخنين فى مصر»من واقع بيانات بحث الدخل والإنفاق الذى أجراه الجهاز، أن عدد المدخنين فى مصر وصل إلى 11.1 مليون شخص عام 2018 (4.7 مليون مدخن فى المدن و6.4 مليون مدخن بالريف)، وأن هؤلاء المدخنين متواجدون فى حوالى 42.1% من الأسر المصرية، ويتسببون فى تعرض 31% من الأفراد للتدخين السلبي، أى أن حوالى 30 مليون شخص غير مدخن يتعرضون للتدخين السلبى بسبب وجود فرد مدخن أو أكثر داخل الأسرة.


وتعتبر ظاهرة التدخين ظاهرة ذكورية بالأساس، حيث لا تتعدى نسبة التدخين بين الإناث 0.2%، بينما تبلغ 34.2% بين الذكور، وتنخفض نسبة المدخنين فى الفئة العمرية (15 ـ 17 سنة) حيث تبلغ 2.5%، وترتفع النسبة بين الفئات العمرية الأكبر تدريجيا حتى تصل إلى 22.5% فى الفئة العمرية (45 ـ 54 سنة)، ثم تنخفض مرة أخرى لتصل إلى 18% بين الفئة العمرية التى تتجاوز 54 سنة، وترتفع نسبة المدخنين فى الريف عن الحضر بين الفئة العمرية الصغيرة (15 ـ 24 سنة) ما يشير إلى البداية المبكرة للتدخين فى الريف.


وتقترب نسبة المدخنين فى الفئة العمرية (25 ـ 44 سنة) من نصف إجمالى عدد المدخنين بنسبة 44%، وهو ما يعتبر من المؤشرات السلبية حيث إن تلك الفئة العمرية الشابة تعتبر حجر الزاوية فى قوة العمل والانتاج، حيث أنه بالإضافة إلى الأضرار الصحية الناجمة عن التدخين هناك أيضا تأثير سلبى على انتاج هؤلاء الأفراد ومن ثم على الاقتصاد القومى ككل.


وترتفع نسبة المدخنين بين أصحاب الأعمال ومن يعملون لحسابهم حيث بلغت النسبة بينهم 39.1% و36.5%، ويأتى المدخنون الذين يعملون بأجر نقدى فى المرتبة الثالثة بنسبة 33.6%، بينما أقل نسبة هى للأفراد خارج قوة العمل 3.4% وهو مؤشر إيجابى لأن معظم هؤلاء من الطلبة فى مراحل التعليم المختلفة ومن ربات المنازل.
وتقع أعلى نسبة للمدخنين بين أصحاب المستويات التعليمية الأقل، حيث بلغت 28% بين من يقرأون ويكتبون والحاصلين على شهادة محوالأمية، وعلى عكس المتوقع فإن نسبة التدخين بين الأفراد الأميين جاءت 15.7% وهى أقل من مثيلتها بين حملة المؤهل المتوسط وفوق المتوسط 18.4%، أما أقل نسبة للمدخنين كانت بين الحاصلين على مؤهل جامعى فأعلى بنسبة 13.2%، وتشير البيانات إلى أن حوالى 54% من إجمالى المدخنين أى حوالى 6 ملايين شخص لم يحصلوا على شهادة متوسطة، أما الحاصلون على شهادة متوسطة فتبلغ نسبتهم 32.7%، فيما تنخفض نسبة الحاصلين على شهادة أعلى من المتوسط لتصل إلى 3.2% والمؤهل الجامعى فأعلى 9.9%.


الجدير بالذكر أن التدخين يقتل نصف المدخنين تقريبا، حيث يودى بحياة أكثر من 8 ملايين نسمة سنويا حول العالم، منهم أكثر من 7 ملايين من المدخنين و1.2 مليون من المعرضين للتدخين بشكل غير مباشر.


ويعيش نحو80% من المدخنين والبالغ عددهم أكثر من مليار شخص حول العالم فى الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وخلال القرن العشرين تسبب التبغ فى وفاة 100 مليون شخص، وتشير الدراسات إلى أنه إذا استمرت الاتجاهات السائدة حاليا فإن التدخين سيتسبب فى وفاة نحو مليار شخص خلال القرن الواحد والعشرين، خاصة وأن نصف عدد الأطفال تقريبا يتنفسون بانتظام هواء ملوث بدخان التبغ فى الأماكن العامة، ويتسبب فى وفاة 65 ألف طفل سنويا.