سرير واحد لكل 16 ألف نسمة والمعايير الدولية لكل 7 ألآف

البحث عن سرير رعاية مجاني.. «إبرة في كوم قش»

ارشيفية
ارشيفية

أهالي مرضى :استحالة ايجاد غرفة بالمستشفيات الحكومية إلا بالواسطة.. وإمكانياتنا عاجزة عن الخاصة

لجنة الصحة بالبرلمان: الأزمة قائمة بسبب نقص الموارد.. ودورالمجتمع المدنى مهم

 

"لا يوجد سرير خالى بالعناية المركزة" عبارة تتردد كثيراً من موظفي استقبال مستشفيات وزارة الصحة والجامعية لأهالى مرضى الحالات الحرجة الباحثين عن مكان لإنقاذ ذويهم ، لتؤصد أبواب الأمل فى وجوههم.

تبدأ الرحلة بالاتصال بالخط الساخن 137 طوارئ التى وفرته وزارة الصحة لسهولة البحث والوصول لسرير رعاية، وتكون همزة الوصل بين المستشفيات والإسعاف والإبلاغ عن تلك الحالات، وبمجرد الاتصال يطلب من المتصل الطبيب المعالج لشرح الحالة المرضية والأسم والمستشفى الموجود بها ورقم هاتف للتواصل مع أهل المريض، وعادة ما يكون الرد: "هنتابع مع حضرتك الحالة" .

وتشير إحصائيات الوضع الطبي بمصر إلى أن هناك 22 سرير لكل ألف مواطن علماً بأن المعايير الدولية  93 سرير لكل ألف مواطن، ومتوسط عدد أسرة الرعاية المركزة سرير واحد لكل 16 ألف نسمة، في حين أن المعايير الدولية سرير لكل 7000 نسمة ،  لذلك رصدت "الأخبار المسائي" رحلة البحث عن سرير رعاية بالمستشفيات الحكومية، ومعايشة مأساة أهالي المرضى من خلال التحقيق التالى..

معهد ناصر .. كامل العدد

البداية من إمام مستشفى معهد ناصر حيث تقف هناء فتاة ثلاثينية تبكى لعدم وجود سرير رعاية مركزة لوالدتها التى تعانى من جلطة فى المخ، وحالتها الصحية سيئة، وأكدوا لها فى المعهد عدم وجود مكان لاستقبالها ، ونصحتها إحدى الممرضات بالذهاب إلى أحد المراكز الخاصة وأعطت لها رقم المركز، قائلة لها: "قولى لهم إنك تبعى، وهيعملوا معاكى الواجب"، ولكن هناء خرجت من المستشفى ولا تعلم أين تذهب، لأنها لا تملك الأموال التى تكفى للعلاج بتلك المستشفيات الخاصة. 

 ورصدت "الإخبار المسائي"من داخل طوارئ معهد ناصر، حالات كثيرة تتلقى العلاج، وكان الأطباء يقومون بعمل الاسعافات الأولية للمرضى، وفى حالة وجود حالة من الحالات الحرجة التى تحتاج لسرير رعاية يؤكدون لذويها "مفيش مكان خالص هنا، ومتحاوليش تدورى، لأنه كومبليت"، وعليكم بالبحث خارج المعهد.

الساحل..الوفاة شرط توفير السرير

وفى مستشفى الساحل التعليمي لم يختلف الحال كثيرا، أهالي المرضى يفترشون الأرض انتظارا للاطمئنان على حالة مرضاهم، عندما سألنا احد الأطباء عن وجود مكان لحالة تحتاج لسرير رعاية تخصص المخ والأعصاب، قال:"لايوجد مكان لاستقبال أى حالة عدد الأسرة لدينا محدود جدا، وفى انتظار تحسن أى حالة أو وفاة أحداها لاستقبال اخرى جديدة، وعليكم البحث فى مستشفيات أخرى، وعندما أكدت عليه ضرورة وجود سرير سريعا، أعطاني رقم هاتفه للمتابعة معه، وفى حالة خروج مريض سوف يستقبل الحالة.

الدمرداش..توجيه للخاص

ومن أمام مستشفى الدمرداش، كانا (أحمد ومحمد) أبناء الحاج محمود يبحثان  عن سرير رعاية، لم تكن أول المستشفيات بحثا فيها عن مكان لوالدهم، ولكن باءت محاولاتهما بالفشل  ولم يجدا مكان يستقبل حالة والدهما  الذي يعانى من نزيف بالمخ، ولكن الأطباء أكدوا عدم وجود مكان وعلى أهالى المرضى التوجه لأقرب مركز أو مستشفى خاص.                     

 ويقول أحمد: "مفيش مكان مسألناش فيه عن سرير رعاية، أبونا بيموت مننا، ويعانى من نزيف بالمخ بعد عمل أشعة مقطعية، ومحتاج سرير رعاية بتنفس صناعي، واضطربنا ندخله مستشفى خاصه وطبعا بندفع فى اليوم أكثر من 5000 جنيها، واللي معهوش ميلزموش، مش كل الناس تقدر على تكاليف المستشفى الخاص، وإحنا مش هنقدر نكمل لحد الآخر لأن إمكانياتنا المادية محدودة، وهنستمر فى البحث لحد مانلاقى مكان"

العدد اقل من الطلب

وعلى الجانب الأخر يقول الدكتور أحمد عبد الرحمن، طبيب قلب، أن أزمة أسرة العناية المركزة موجودة فى كافة المستشفيات الحكومية والجامعية، قائلا: "فى حالات كتير بتيجى ومش بنلاقى لها مكان فى الرعاية، لدرجة أننا  بنشوف ناس بتموت إمامنا، خاصة مع أزمة كورونا، لأن هناك حالات تحتاج لرعاية وبالتالي يكون ضغط أكبر على عدد الأسرة المحدود".                                                                                                                        

وقال إن المشكلة تكمن فى انخفاض عدد الأسرة فى المستشفيات وتزايد أعداد المرضى المحتاجين لوضعهم فى حجرة رعاية مركزة، وهناك حالات حرجة تحتاج وضعها على جهاز تنفس صناعى، وعزلها عن باقى المرضى، ولكن كل هذا يحتاج إلى إمكانيات مادية لتوفير عدد أكبر من الأسرة.

مشاركات مجتمعية

كما أوضح الدكتور سامي المشد، أمين سر لجنة الصحة بالبرلمان، أن مشكلة توفير أسرة رعاية مركزة هى مشكلة قائمة، وحتى تستطيع الوزارة تغطية الأزمة على مستوى الجمهورية تحتاج إلى موارد مالية، وخلال  أزمة كورونا تم توفير أسرة رعاية مركزة من خلال المشاركات المجتمعية مع الحكومة، وبذلك تكون الحدة انخفضت قليلًا.                                                                                 

وأكد المشد أن القطاع الخاص مكلف جدا للمواطن المصري البسيط، لكن الحكومة تقوم بتقديم كافة الجهود لإنهاء تلك الأزمة.                                                                                                                               

وأشار إلى أن فيروس كورونا تسبب في زيادة الأزمة، ولكنه ساعد أيضا على زيادة عدد الأسرة، لاحتياج الذين يعانون من مشاكل في التنفس لسرير رعاية، فكل توجهات المجتمع المدني والحكومة أيضا كانت تتركز فى توفير أسرة رعاية مركزة، ولكن الأزمة في توجيه هذه الأسرة لمستشفيات العزل وبالطبع هذه المستشفيات لا يمكنها استقبال مرضى .

 

اقرأ ايضا : الإنتهاء من مستشفي كفر شكر بالقليوبية بتكلفة 300 مليون جنيه