الحصول على وظيفة «حانوتي».. الطريق إلى المقابر «مدفون» بالأوراق الرسمية

محرر بوابة أخبار اليوم مع الحانوتي عم منصور
محرر بوابة أخبار اليوم مع الحانوتي عم منصور

رغم كونها مهنة منفرة، وصعبة وتتطلب رابطة جأش كبيرة إلا أن هناك من يسعى جاهدا وراءها، فمهنة الحانوتي، التي يتندر عليها البعض هي أمل حياة أمام البعض ممن لا يجدون عمل.

 

 

عم منصور (45 عامًا) نموذجًا حيًا للحانوتي المحترف بين مقابر قليوب بمحافظة القليوبية، والذي يعمل بها منذ  25 عاما، 10 أعوام منها كان فقي يجلس أمام المدافن يقرأ ما تيسر من الذكر الحكيم رحمةً على الموتى، وروى لنا رحلته مع التعيين في الوظيفة.

 

300 توقيع

ويقول ضاحكا: «كنت محتاج 300 توقيع كي أحصل على التعيين كحانوتي»، وييضيف: «بعد ما جمعت التوقيعات من الناس روحت وجهزت باقي الورق، وهو عبارة عن مؤهل دراسي، وشهادة صحية (فيش جنائي) وصورة من البطاقة».

 

وأكمل: «يتبقى بعد ذلك موافقة الجهات الأمنية على مستوى المنطقة (قسم الشرطة) وأهم شرط هو خبرة لا تقل عن خمسة أعوام».

 

 

وأوضح أنه دخل للعمل مكان أحد الحانوتية الذي توفى، بعد فتحت الإدارة المحلية باب للتقديم على الوظيفة، وجمع 300 توقيع من أجل اعتماده في هذه الوظيفة.

 

وأكد أن التعيين يحتاج لجهات عدة للموافقة على التعيين، وهي المحافظة والمجلس المحلي والإدارة الصحية ومجلس المدينة، ثم الذهاب الى قسم الشرطة من أجل اعتمادها 


وعن تفاصيل المهنة يقول «عم منصور»: «شوفت العجب في الشغلانة دي بس ما ينفعش أقول كل حاجة باشوفها داخل المقابر، دا عهد وأمانة، ساعات كتير نروح نغسل وندفن وبعد ما نروح ما نعرفش ننام من الكوابيس».. كلمات رددها كثيرا الرجل.

 

ويروي: «ذات مرة اتصل أحد الأشخاص بي وطلب غسل ودفن شخص توفي نتيجة حريق على طول جهزت عدة الشغل ورحت على المكان وكانت آثار الحريق على الجسد ظاهرة جدا إلا عند الجبهة وكانت علامة الصلاة وكأنها تشبه الألماظ من شدة اللمعان وكأنه لم يصبه مكروه أبدا».