زراعة 40 % من الأرض.. والتغلب على مشاكل المناخ ساهم فى وقف خسائر المحاصيل

التنمية في الصعيد.. تبـــــــــدأ من «غرب المنيا»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قبل عام أو أكثر بقليل فى مشروع زراعة واستصلاح 20 ألف فدان بغرب المنيا كان ينذر بأزمة كبيرة قد تعجل بنهاية المشروع قبل أن يبدأ، حيث تسبب عدم التخطيط السليم والتسرع فى اتخاذ القرارات الخاصة بالمشروع، فضلا عن الظروف المناخية السيئة التى تتسم بها المنطقة فى تعرض المحاصيل المزروعة إلى مشاكل كبيرة أدت إلى عدم وجود أى نتيجة ملموسة للجهود التى بذلتها وزارة الزراعة فى ذلك الوقت.

 

اليوم تغيرت الأحوال بشكل كبير وظهرت ملامح المشروع، ووصلت المساحة المزروعة به إلى 40 %، كما تم حصاد المحاصيل الشتوية وبدء زراعة المحاصيل الصيفية، تجربة القمح نجحت بشكل كبير، أما محصول بنجر السكر فيعتبره العاملون بالمشروع تتويجا لمجهود عام كامل واصلوا فيه العمل ليلا ونهارا دون كلل أو ملل، أما محطة الإنتاج الحيوانى فهى نموذج متكامل لما يجب أن يكون عليه أى مشروع للثروة الحيوانية، وعن الصوب والزراعات المحمية بالمشروع فهى بحق مستقبل الزراعة فى المشروع وفى المنطقة بالكامل، كما أن هناك محطة بحثية لتحليل التربة والمياه والنبات تتولى أعمال الإشراف على كل الأعمال التى تجرى هناك حتى تخرج بالشكل المطلوب.

 

وزارة الزراعة تؤكد أن المشروع يعيد الوزارة إلى دورها فى الاستصلاح وأن النجاح فى الخطط التى تم وضعها سوف يغير وجه المنطقة بالكامل، فضلا عن أنه سيكون بداية لاستثمار حقيقى فى المنطقة واستغلال المساحات الشاسعة من الأراضى التى تصلح للزراعة والاستصلاح فى المنطقة..العاملون بالمزرعة يؤكدون أنهم يعملون بكل جهد وإخلاص لتصحيح الصورة التى تم رسمها عن المشروع عندما تسببت الأمطار والرياح فى ضياع المحاصيل التى زرعت فى هذه الفترة، وأكدوا أنهم بعد حصاد المحاصيل وآخرها البنجر شعروا بأن المجهود الذى بذلوه طوال الفترة الماضية لم يضع.

 

خلاف بين «الزراعة» والبرلمان حول معدلات وسرعة التنفيذ

بطء معدلات التنفيذ والإنجاز فى المشروع خلق نوعا من الخلاف بين مسئولى المشروع والوزارة من جهة وبين أعضاء لجنة الزراعة بمجلس النواب من جهة أخرى، حيث أكدت وزارة الزراعة أن مشروع غرب غرب المنيا ليس مجرد زراعة للأرض ولكنه مشروع تنمية متكامل فى ظل تحديات ثلاث هى ندرة المياه وتغيرات المناخ ومحدودية الأرض الصالحة للزراعة، وأوضحت أن نجاح المزرعة الاسترشادية البحثية بالمشروع غيرت نظرة المستثمرين وشجعتهم على الاستثمار فى المنطقة التى تتضمن استصلاح وزراعة 20 ألف فدان ضمن 400 ألف فدان بمحافظة المنيا.


المشروع، الذى يقع بمنطقة غرب غرب المنيا على طريق بنى مزار - الواحات ويبعد حوالى 55 كم عن مركز بنى مزار بمحافظة المنيا، الهدف الأساسى منه هو التيسير على شباب الخريجين ودمجهم فى المشروع الذى يهدف إلى إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة فى مناطق غرب المنيا، وأكدت أن المشروع من المشروعات الواعدة، حيث يتم زراعة العديد من المحاصيل مثل بنجر السكر والشعير والكانولا، والأخير محصول زيتى شتوى يتحمل الملوحة، مما يسهم فى تحسين إنتاج الزيوت فى مصر شرط توافر المعاصر ليجد المزارع العائد المناسب ويقبل على زراعته.


وأشارت الوزارة إلى أنه تمت مراعاة تنوع أساليب الرى الحديثة بالمشروع ما بين رى بالتنقيط والرش، حيث تم مد المشروع بحوالى 80 جهاز رى محورى «بيفوت» حيث يغطى الجهاز الواحد مساحة 125 فدانا.


وأضافت الوزارة أن المنطقة اللوجيستية للمشروع، تم فيها انشاء مبنى للسكن الإدارى، ومخازن ومناطق خدمية ليتم تحقيق الاستفادة القصوى من المشروع، فضلا عن معمل مجهز بأحدث الأجهزة لتحليل التربة والمياه والنبات، كذلك تم تجهيز وتمهيد الطرق الرئيسية والفرعية للمشروع، كما يتم استخدام الطاقة الشمسية فى الانارة بالكامل، وأوضحت أنه تم أيضاً إنشاء محطة لتحلية وتنقية المياه باستخدام الطاقة الشمسية لاستخدامها فى أغراض الشرب قدرتها حوالى 5 م3/ساعة.


وأشارت إلى أن القدرة الإنتاجية للتربة توضح أن الأراضى المشروع تحتوى على ثلاثة أقسام وهى أراضٍ درجة ثالثة متوسطة الصلاحية ويمكن صلاحيتها بعد إضافة الأسمدة العضوية والكيماوية وهى صالحة للمحاصيل البستانية مثل الزيتون والرمان والعنب ونخيل البلح، وأراضٍ درجة رابعة حدية الصلاحية وهى أراضى صالحة لنمو المحاصيل سطحية الجذور مثل القمح والشعير والذرة ومحاصيل الخضر وبعض المحاصيل البستانية، وأراضى درجة خامسة غير صالحة مؤقتاً وهى القمم الحصوية التى تحتوى على نسب عالية من الجبس المتحجر والذى يذوب بالماء والعوامل المحددة وهى نسبة الحصى والتجمعات الجبسية المتحجرة وهى مناسبة لنمو المحاصيل سطحية الجذور مثل القمح والشعير ومحاصيل الخضر ويمكن إضافة بعض المحاصيل البستانية بعمل جور عميقة.


وأوضحت الوزارة أنه تم عمل مصدات للرياح باستخدام بقايا تغطية الصوب وجريد النخيل وكذا زراعة أنواع محاصيل وفاكهة وخضر ومنها محاصيل حقلية مثل السورجم «هجين أزيس»، الذرة الشامية «هجين فردى 128 أبيض»، عباد الشمس «سخا 53»، الدخن «شندويل 1»، القطن، ومحاصيل الخضر مثل الباذنجان، الطماطم، الفلفل، ومحاصيل بستانية مثل العنب «الكريمسون»، الرمان «الواندرفول» والزيتون.


كما تم تقسيم القطعة الواحدة إلى قطعة تروى بالرش والأخرى تروى بالتنقيط بالنسبة للمحاصيل الحقلية فقط ويتم الرى ليلا مع المقررات السمادية لهذه الأنواع المختلفة من المحاصيل من الأسمدة المعدنية وقد تمت الاستعاضة بإضافة الأسمدة الحيوية بديلا للتسميد العضوي.


وأضافت الوزارة أنه يتم أخذ عينات تربة بصفة دورية من جميع قطع التجربة وذلك للتعرف على خواص التربة الطبيعية والكيميائية وتوزيع الأملاح فى منطقة انتشار الجذور نتيجة الرى بمثل هذه النوعية من المياه بطريقة أفقية أو رأسية، كذلك دراسة التأثير الفسيولوجى على نوعية هذه النباتات من المياه، وبعد انتهاء التجارب والتحاليل يتم الخروج بحزم توصيات إرشادية لزراعة المنطقة وخدمة المستثمرين المنتفعين.


من جانبه أوضح النائب مجدى ملك، عضو لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، أن اللجنة لا تتصيد الأخطاء للوزارة أو المشروع ولكن هدفها الأساسى هو نجاح المشروع لدفع المستثمرين إلى التواجد بقوة فى منطقة غرب غرب المنيا لاستصلاح أكثر من 400 ألف فدان فى هذه المنطقة الواعدة.


وأضاف أننا نسعى لعرض الحقائق دون تزييف أو تجميل بهدف انقاذ قطاع الزراعة من المشاكل التى يعانى منها باستمرار، وأوضح أن الوزارة والمسئولين عن المشروع يجب أن يتعاملوا بموضوعية مع المجلس، فعلى سبيل المثال وزير الزراعة يعلن أن انتاجية القمح تتجاوز الـ 20 أردبا وهى فى الحقيقة لا تصل إلى 6 فقط.


وأشار إلى أن تكلفة المشروع مرتفعة للغاية ومازال العائد الاقتصادى غير مجدى، وبالتالى فهو يحتاج إلى دراسات جديدة لاختيار أفضل الحاصلات التى تصلح للزراعة فى هذه المنطقة، كما يمكن تقسيم الأرض إلى قطع ومساحات مختلفة وفقا لخصائص التربية والتغيرات المناخية وقوة الرياح ونسبة الملوحة فى الأرض.


وأكد أن محصول البنجر على وجه التحديد من المحاصيل الواعدة للغاية فى المنطقة وبالفعل يمكن زراعة مساحات أكبر من المشروع بهذا المحصول من أجل العمل على سد الفجوة بين انتاج السكر المحلى وبين ما يتم استيراده من الخارج، وأشار إلى أنه سيتم عقد اجتماع آخر قريبا لبحث مشاكل الكهرباء والاتصالات فى المنطقة حتى يتمكن العاملين بالمشروع من العمل فى ظروف أكثر أدمية وبما يمكن من زيادة المساحة المزروعة بالمشروع.

 

محطة الإنتاج الحيوانى.. تطرح بشائر الخير
على مساحة 20 فدانا تتواجد بالمشروع محطة انتاج حيوانى نموذجية، تتواجد بها كل عناصر النجاح المطلوبة فى مشروع للثروة الحيوانية، حيث تتم عمليات التربية والتغذية وفقا لأحدث الطرق المتبعة فى هذا المجال.

 

وأوضح المهندس مصطفى الصياد، رئيس قطاع استصلاح الأراضي، أن أى عمل زراعى ناجح ومتكامل لا يمكن أن ينجح دون أن يكون هناك قطاع انتاج حيوانى قوى ورؤوس ماشية تساعد المزارعين فى أداء عملهم بالشكل المطلوب، وأشار إلى أن محطة الإنتاج الحيوانى بمزرعة المنيا مثال لما يجب أن يكون عليه أى مشروع مماثل.

 

وأضاف أن بداية المحطة كانت من خلال تأسيس محطة تحليل المياة ومحطة التحلية، وتم عمل جميع المبانى الإدارية للعمل ومبيت الموظفين الذين يبلغ عددهم 20 موظفا تم اختيارهم بعد اختبارات كثيرة للتأكد من قدرتهم على العمل وفقا لأحدث أنظمة تربية الماشية، وأضاف أن المحطة تتكون من 4 بنكرات لتخزين السيلاج سعة كل منها 1500 طن ومخزن علف يسع 100 طن ووحدة خلط أعلاف ووحدة حليب آلى و12 نقطة للحليب وتنكين لبن تبريد سعة الواحد 4 أطنان، فضلا عن تندات لتخزين الألبان والدريس.


بينما أوضح وليد شريف مدير المحطة أن سعة المحطة حوالى 1000 رأس حلاب، وبدأت المحطة بـ 400 رأس ووصل الإنتاج إلى 300 رأس، كما يصل إنتاج الألبان إلى 2 طن يوميا ويتم تسويق الكيلو بـ 10 جنيهات، وأضاف أن المحطة بدأت ولادات الموسم الثاني.


وأشار إلى أن التغذية تعتمد بالأساس على السيلاج والدريس الحجازى والتبن الذى يتم الحصول عليه من الأراضى المزروعة فى المشروع وهو ما يوفر الكثير من الأموال التى تصل إلى 500 جنيه على الأقل فى النقل، وأضاف أن توليفة الأعلاف التى تقدم للماشية يجب أن تكون غير تقليدية حيث يتم التنسيق مع الزراعات بالمشروع، كما أن هناك خطة لعمل محطة تسمين بالمشروع خلال الفترة المقبلة.. وأكد أن عمليات تحصين الماشية تتم بشكل طبيعى وتتواصل دون أى أزمات، حيث إن كل الأمصال متوافرة وهناك تعاون كبير مع هيئة الخدمات البيطرية فى هذا الشأن، وأوضح أن معدلات التنمية فى المشروع تسير بشكل طيب للغاية مقارنة بالعام السابق والذى شهد أزمات كثيرة تسببت فى تعطل العمل لفترات كبيرة.


وأوضح أن الجاموس الموجود بالمحطة هو خليط مصرى إيطالي، وهناك سلاسلات مصرية خالصة، وأشار إلى أن الإيطالى يكون انتاجه فى الألبان واللحوم أعلى من المصرى.


4 محاصيل تكتب أول الحكاية
جهود كبيرة يبذلها فريق العمل المكلف من قبل وزارة الزراعة بالمشروع، حيث يسير العمل بشكل منتظم، الكل يعرف دوره والمطلوب منه ويؤديه بأفضل شكل ممكن، حيث أكد د. محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية أن المشروع هو مزرعة متكاملة يتم العمل فيها وفقا لتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسى ضمن خطة الدولة لزيادة الرقعة الزراعية والتوسع فى مناطق الاستصلاح بإقامة مشروعات تنموية متكاملة تساهم فى تحقيق الأمن الغذائي.


وأضاف أن محافظة المنيا من أكبر المحافظات التى تشهد نهضة زراعية حاليا، وتم اختيار منطقة غرب غرب المنيا نظرا لتوافر المياه الجوفية واستواء الأرض بشكل كبير، فضلا عن وجود خزان الحجر الجيرى المتشقق وما يوفره من إمكانيات هائلة لضخ المياه، وأشار إلى أن المزرعة ستكون نموذجا حكوميا إرشاديا متكاملا يتم من خلاله نشر التوصيات اللازمة لمناطق الاستصلاح الجديدة، فى مشروعات الإنتاج النباتى والحيوانى والداجني.


وأضاف أنه تم خلال الموسم الحالى 2018-2019 زراعة أربعة محاصيل رئيسية هى القمح باعتباره محصول الحبوب الرئيسى فى مصر وتم زراعة 1000 فدان، الشعير وهو من المحاصيل المهمة التى تحتمل جميع الإجهادات البيئية وتم زراعة 1300 فدان، بنجر السكر باعتباره من المحاصيل السكرية الرئيسية وتم زراعة 625 فدانا، وأخيرا محصول الكانولا وهو من المحاصيل الزيتية المهمة حيث تصل نسبة الزيت به لأكثر من 40 % وتم زراعة 250 فدانا وكانت النتيجة فوق كل التوقعات.


وأوضح أن المشروع يضم 80 بيفوت لرى الأراضى كل منها يخدم 125 فدانا، ورغم أنه من المعروف أن زراعة أى أرض لأول مرة قد لا تصل إلى النتيجة المطلوبة إلا أنه فى محصول القمح على سبيل المثال أعطى الفدان ما يقرب من 25 أردبا وهى نتيجة جيدة للغاية، وأشار إلى أنه كانت هناك بعض المعوقات البسيطة لأن هذه المنطقة يتم زراعتها لأول مرة إلا أنه تم التعامل مع هذه المشكلات بحكمة مثل مشاكل الملوحة والصقيع الشديد فى فصل الشتاء، فضلا عن قوة الرياح بالمنطقة.. وأضاف أنه من المتوقع خلال الفترات المقبلة مضاعفة المساحات المزروعة بعد النجاح الكبير فى الموسم الحالي، حيث سيتم تفادى الأخطاء التى حدثت، كما أنه من المتوقع زيادة المساحة المزروعة بمحصولى القمح وبنجر السكر تحديدا، كما أننا بدأنا خلال الأيام الماضية زراعة محصولى الذرة الشامية والذرة الرفيعة.

بينما أشار د.عادل الأشقر، رئيس قطاع الزراعة الآلية، إلى أن القطاع سخر كثيرا من إمكانياته لإنجاح المشروع، حيث يضم القطاع 130 محطة ميكنة زراعية على مستوى الجمهورية ويعمل به 7500 موظف ما بين سائق وإدارى ومهندس وفنى من خلال 25 ورشة مركزية لإصلاح المعدات، وأضاف أنه تم تجهيز الأرض للزراعة من خلال عمليات الحرث والتسوية ونثر الأسمدة وتمهيد الأرض لزراعة القمح والشعير، وتمت الزراعة بآلات التسطيروكذلك رش المبيدات كى تتمكن المحاصيل من مقاومة المبيدات والآفات الضارة.


وأضاف أن القطاع أيضا كان المسئول عن عمليات نثر سماد اليوريا خلال فترة نمو المحاصيل، وتم حصادها من خلال معدات القطاع أيضا، وأكد أن الزراعة الآلية توفر الكثير من استهلاك المياه فى رى الزراعات من خلال التسوية الجيدة بشكل كبير بالليزر وهذا يساعد المزارع بشكل كبير فى الحفاظ على جودة الزراعات الموجودة بالأرض وعدم إهدار السماد ويستفيد منها بشكل كبير لأن عملية الصرف تكون متوازنة نتيجة التسوية الجيدة للأرض وأيضا الحصاد مهم جدا فى عملية الزراعة لأن سعر الفدان القمح لا يتجاوز360 جنيها للحصاد بالميكنة مقابل 1150 جنيها وهو ما يوفر كثيرا للمزارعين.

البنجر.. قصة متكاملة

لا حديث بين العاملين بالمشروع حاليا إلا عن النجاح الكبير الذى حققه محصول بنجر السكر، حيث بدأت وزارة الزراعة خلال الأيام الماضية حصاد أول زراعة لمحصول البنجر بالمشروع وتوريده إلى مصانع السكر فى محافظتى المنيا والفيوم.. ويبلغ إجمالى المساحة المزروعة بالبنجر فى المشروع حوالى 650 فدانا على عشرة آبار وهى عبارة عن مزرعة استرشادية الهدف منها تجربة زراعة البنجر فى غرب المنيا فى ظل ظروف مناخية وبيئية مختلفة حتى تكون نموذجا يحتذى للمستثمرين فى هذه المنطقة التى تعتبر نواة مشروع المليون ونصف المليون فدان.


ووفقا لتحليل البنجر فإن نسبة الحلاوة والسكر به أعلى من أى مكان آخر، حيث تصل إلى 23 % وهى أعلى من أى مكان آخر يزرع فيه المحصول حيث لا تزيد نسبة الحلاوة فى البنجر فى أى محافظة آخرى على 18 % وهو ما دفع كثيرا من مصانع السكر إلى التسابق لشراء المحصول، كما أن وزارة الزراعة دعت المستثمرين إلى اقتحام منطقة غرب المنيا وإعطاء الأولوية لمحصول البنجر.


من جانبه أوضح حسين عبدالرحمن نقيب الفلاحين أن نجاح زراعة البنجر فى غرب غرب المنيا بمثابة اكتشاف لمنجم سكر بهذه المنطقة الواعدة وسيكون أولى الخطوات الحقيقية لتنمية الصعيد وتحقيق الاكتفاء الذاتى من السكر بعيدا عن الاستهلاك المائى الكبير لقصب السكر، وأشاد بالجهود الكبيرة التى بذلتها وزارة الزراعة وصولا إلى هذا النجاج الكبير الذى حققته بزراعة 650 فدانا كتجربة استشاردية لتشجيع المزارعين والمستثمرين على زراعة البنجر فى هذه المنطقه، وأشار إلى أن متوسط انتاجية الفدان وصلت 20 طنا ونسبة السكر تتجاوز 21% هى نتيجه مشجعة وإنتاجية عالية ونسبة سكر مرتفعة.


وأضاف عبدالرحمن أن منطقة غرب المنيا بها ملايين الأفدنة الصالحة للزراعة، كما أنها تحتوى على مياه جوفية تكفى لزراعتها، وأكد أن التوسع فى زراعة البنجر فى هذه المنطقة سيمكن الدولة من تحقيق الاكتفاء الذاتى من السكر وسد الفجوة ما بين الإنتاج والاستهلاك التى وصلت إلى مليون طن سكر.

 

عمال المشروع يهزمون حر الصيف وبرد الشتاء

الأيدى العاملة أساس أى مشروع، فلولاها ما تمكنت الدولة من إنجاز أى مشروع جديد، وهنا فى مشروع غرب غرب المنيا العمال هم أصحاب الفضل فيما وصل إليه المشروع حتى وقتنا هذا.


ورغم حرارة الشمس الشديدة فى فصل الصيف والبرد القارس فى الشتاء والرياح التى لا تتوقف طوال العام إلا أنهم تحدوا كل ذلك وواصلوا العمل ليلا ونهارا لتحويل الرمال الصفراء إلى أراضٍ خضراء تنبت بالأمل والرغبة فى غد أفضل.


العمال هنا لا يشغل بالهم إلا العمل والإنجاز فقط، حيث يقول محمد عبدالفتاح إنه من الأقصر ويعمل فى موقع المشروع ثلاثة أسابيع ويحصل على اجازة أسبوع أو أقل، وأكد أنهم يعملون ساعات طويلة على مدار اليوم ويقومون بعمل ورديات أى أن العمل يتواصل على مدار 24 ساعة دون ملل بهدف زراعة الأرض وتحويل الرمل إلى أراضٍ خضراء.


وأوضح سلمان أحمد أن هناك رغبة كبيرة لدى جميع العمال فى إنجاح المشروع والوصول به إلى أفضل شكل وأفضل إنتاج بعد كل ما قيل العام الماضى عن فشل المشروع، وأوضح أن الإجازات هى آخر ما يفكرون به وهم يحصلون عليها بالتوافق بين كل العمال الموجودين بالموقع بحيث يظل العمل مستمرا دون توقف خاصة مع دخول موسم الزراعة الصيفى الذى يحتاج إلى مجهود أكبر نظرا لارتفاع الحرارة التى قد تتسبب فى مشاكل للمحاصيل إذا لم تجد العناية المطلوبة.


أما أبو العيون نور الدين فيؤكد أن كل التعب يهون عندما نجد المحصول فى أفضل صورة لذلك فإن سعادة الكل هنا لا توصف بمحاصيل القمح والشعير والكانولا والبنجر، وخاصة البنحر بعد أن طلب عدد كبير من شركات السكر الحصول على المحصول الذى يتم زراعته هنا لأول مرة.


وأضاف محمد عبداللطيف أن كل شيئ فى المشروع يسير بشكل مختلف عما قبل وخاصة مزرعة الإنتاج الحيوانى التى بدأت أعداد رؤوس الماشية بها فى الازدياد، وأوضح أن كل ما ينقص الموقع فقط هو عدم وجود شبكات محمول وهو ما يجعلنا منفصلين عن أهالينا لفترة ليست بالقليلة شهريا حيث إن من يريد التحدث فى التليفون يجب أن يخرج من المشروع لمسافة تزيد عن 75 كيلو فى الصحراء وهو أمر مجهد للغاية، كما أن هناك حاجة لزيادة كمية مياة الشرب الواردة إلى الموقع.