حكايات| مصريون على حدود الكوكب.. أحدهم «سندباد» يعيش مع «البيروفيين»

مصريون على حدود الكوكب
مصريون على حدود الكوكب

يحمل المصري همّ «بيات ليلتين» خارج منزله، أو يخشى السفر إلى مدينة تبعد عن مسكنه ساعتين أو ثلاث، ولا يعرف أن مصريين آخرين ذهب بعضهم «على حدود الكوكب» لما هو أبعد من ذلك؛ بل وأبعد من أصدقائه في الخليج أو أوروبا وأمريكا بعد أن فرقتهم السنين. 

مصريون قرروا خوض الصعب، والسفر لأماكن لم يطأ أرضها أبناء بلادهم من قبل فمنهم من هاجر لبلد لم يسمع بها أغلب شعب المحروسة، ومنهم من ذهب إلى أقاصي كوكب الأرض.
 
نأخذكم بين ثلاث قارات في تقرير واحد ما بين مصري اختار بلد السلطان، وآخر اختار الأرض اللاتينية، بينما استقر الثالث على حدود كوكب الأرض.
 

بيزنس خاص في بيرو
 
في بلد لا يسمع عنها كثير من المصريين، استقر هيثم عمارة -31 عاما - في بيرو منذ 3 سنوات، بعد أن تزوج من سيدة بيروفية في مصر ثم سافر معها.
 
هيثم، من الإسكندرية حاصل ليسانس حقوق، كان يعمل «شيف» في مصر وافتتح في العاصمة البيروفية ليما مطعما أسماه «السندباد» أشهر ما يقدمه الشاورما.

يقول «هيثم» إن الجالية المصرية في ليما لا يتخطى عددها 70 فردا، مؤكدا أن بيرو دولة جميلة بها شوارع نظيفة، رغم أنها من دول العالم الثالث، إلا أن الأمن جيد بشكل كبير إلا من بعض المشاكل، كما تمتلك مناظر طبيعية خلابة، وإحدى عجائب الدنيا السبع وهي الماتشو بيتشو.

وعما يقدمه في مطعمه الخاص، يقول إن البيروفيين يحبون الطعام العربي فهناك 6 مطاعم عربية في ليما، رغم أن لديهم مطبخ قوي يعتزون بوجباته.

◄ فيديو لهيثم من مطعمه السندباد
 

 


 
وينصح «هيثم» من يريد السفر إلى بيرو أن يكون قادرا على الاستثمار بمبلغ لا يقل عن 30 ألف دولار، وأن يقضي فترة لدراسة السوق وبالطبع أن يتقن الإسبانية اللغة الرسمية في الدولة، ولا يفكر في مجرد العمل بوظيفة؛ لأن الرواتب ضعيفة، فسعر الدولار 3.2 سول وهي العملة الرسمية.
 

اقرأ حكاية أخرى: «فياجرا الدمايطة».. قصص المُتعة مع الشبار الأخضر


وعن معلومات الشعب البيروفي عن مصر، يقول: «مصر حاجة كبيرة قوي هنا، كمان في مسلسل برازيلي جديد بيتكلم عن مصر القديمة، وده بيزود المعلومات عن المصريين».
 
«الإسكندرية والبحر وحشوني».. هكذا اختتم هيثم حديثه عن هجرته لدولة بيرو في الجانب الأقصى من غرب الكوكب. 

بيرو دولة في غرب أمريكا اللاتينية تطل على المحيط الهادئ، وعاصمتها لِيمَا، وكانت موطناً لحضارة نورتي شيكو وهي إحدى أقدم الحضارات في العالم، وتتحدث الإسبانية.

 

◄ البيرو من خرائط جووجل

 

مصري في بلد السلطان
على بعد يوم واحد وثمان ساعات سفر جوا، عبر المحيط الهادي، عن بيرو يتحدث لنا يوسف المصري من بروناي، بعد أن ترك بلده الأقصر، قبل سنوات.
 
«سافرت عن طريق قريب لي يمتلك شركة بيطرية وتعاقد معي لإدارتها الشركة»، يبدأ معنا يوسف حديثه بهذه الكلمات، مؤكدا أن سبب اختياره لبروناي جاء بعد أن قرأ الكثير عن السلطنة من حيث الظروف المعيشية التي يراها جيدة جدا، كذلك رغبة منه في تغيير روتين العمل الحكومي الذي كنت أعمل به في مصر.
 
 ويكمل حديثه: «مصر دولة معروفة لدى الشعب البروناوي بسبب الأزهر الشريف وكذلك يعرفون الأهرامات، ولكن معلوماتهم عنها قليلة للغاية ويعرفونها بالاسم العربي مصر وليس Egypt».
 
يقول «يوسف» إن المقارنة بين مصر وبروناي صعبة في الوقت الحالي، لأننا نتحدث عن فارق سكاني رهيب فالتعداد السكاني لبروناي لا يتجاوز النصف مليون مواطن، مقابل أكثر من مائة مليون مواطن مصري.
 
ويؤكد أن الخدمات العامة والمرافق والتأمين الصحي والأمن والأمان يصب في مصلحة بروناي بالتأكيد، لكن الفوارق الجوية وعوامل الجذب السياحية فهي لمصر بفارق سنين ضوئية –حسب وصفه.
 
وعن المصريين في بروناي يقول إن عدد الجالية المصرية 28 شخصا يعملون في وظائف مختلفة، والتجمعات قليلة للغاية وفي المناسبات فقط، وينصح «يوسف» المصريين بزيارة بروناي للتعرف على السوق البروناوي، والاستثمار فيه، مؤكدا أن  العوامل التي ساعدته على التأقلم هي إجادته الإنجليزية، كما يتميز الشعب البروناوي بعدم العنصرية في المجمل بالإضافة لوجود عدد كبير من الوافدين في سلطنة بروناي، فلم يكن الاندماج في النسيج البروناوي صعبا ولا سيما أن أغلبية السكان من المسلمين فلا توجد فوارق ثقافية كبيرة.
يوسف أعد لأصدقائه في بروناي الكشري والفول، وقال: «أعجبهم الكشري جدا لأن شرق آسيا في العموم يعشق الأرز والأكل الحار»، فيما يؤكد أن الطعام البروناوي بعيد عن الأكل المصري تماما.
 

 

بروناي دار السلام أو أمة بروناي أو أرض السلام، دولة تقع على الساحل الشمالي لجزيرة بورنيو في جنوب شرق آسيا، وهي بلد التي يحكمها السلطان المعروف بثرائه الحاج حسن البلقيه.

 

 ◄بروناي من خرائط جوجل

 

من الفيوم لنيوزيلندا
مع السفر جوا مرة أخرى لمدة 15 ساعة و20 دقيقة، نصل إلى محمود شعيب 32 عاما، صيدلاني مصري من الفيوم،  سافر إلى نيوزيلندا منذ 4 أعوام؛ حيث تواصل مع عدة صيدليات في الجانب الآخر من العالم بتنسيق من نقابة الصيادلة المصرية.
 
«مهنتي مطلوبة في نيوزيلندا، واخترت هذه الدولة بالذات لأنها الأقل فسادا في العالم، لذا فهناك لي فرصة»، هكذا بدأ محمد حديثه.
 
ويضيف: «تأقلمت في نيوزلندا سريعا لأني أحب عملي والأبحاث العلمية، كما أن لغتي الإنجليزية جيدة»، مشيرا إلى أن الرواتب جيدة هنا لكنها لا تضاهي رواتب دول الخليج مثلا، ورغم ذلك يمكن الادخار بشكل بسيط.
 

اقرأ حكاية أخرى: قصة مصريين تزلجوا على الرمال قبل 80 عاما

وعن النيوزلنديين، يقول محمود إن شعب نيوزلندا «محترم»، إلا أنه لا يخلو من بعض العنصرية، التي لا تقارن بمثيلتها في الولايات المتحدة، وأستراليا وكندا على سبيل المثال.
ويكمل «محمود» حديثه قائلا: إن الحياة في نيوزيلندا عكس ما يعتقده كثيرون، إيقاع الحياة في االبلاد سريع جدا، و«الناس هنا بتشتغل أكثر، مصر فيها وقت للحياة الاجتماعية أكتر»، لذلك أقضي معظم أوقاتي بين العمل والبحث العلمي، فأنا أعمل نائب مدير صيدلية وأقوم بتحضير درجة الماجستير في القيادة الصحية المتخصصة والجودة السريرية والسلامة.
لم يجد محمود الكثير من النيوزلنديين يعرفون عن مصر، فأعد لأصدقائه عدة وجبات مصرية منها البامية والملوخية والكشري، مؤكدا أنهم أقبلوا عليها وأحبوها.
 
نيوزيلندا.. دولة في جنوب غرب المحيط الهادئ وتتألّف من جزيرتين، ومجموعة من الجزر الصغيرة.